خرج الآلاف من المتظاهرين، مساء اليوم الجمعة، في مسيرة حاشدة جابت أهم شوارع الحسيمة، تحت شعار "كفى من الحكرة"، وذلك استمرارا لسلسلة الاحتجاجات التي أعقبت وفاة بائع السمك محسن فكري. فرغم مرور أسبوع على فاجعة الحسيمة، لا زالت ساحات وشوارع المدينة تستقطب الآلاف من المتظاهرين، حيث احتشد الآلاف في ساحة محمد السادس وسط المدينة، مساء اليوم، قبل أن تتحول المظاهرة إلى مسيرة صامتة حاشدة عرفت إشعال الشموع تضامنا مع "شهيد الحكرة". المتظاهرون الذين جالوا أهم شوارع المدينة، رفعوا لافتات كُتب عليها "الاحتجاج نعمة والحكرة هي الفتنة"، "الشعب يريد من قتل الشهيد"، "محسن مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، مطالبين بالكشف عن نتائج التحقيق ومحاسبة كل المتورطين في الحادثة. الاحتجاجات التي تميزت بتنظيم محكم، عرفت مشاركة مختلف الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، حيث توحدت الشعارات ضد تجاوزات بعض رجال السلطة وسوء معاملتهم للمواطنين. في نفس السياق، خرجت متظاهرون بمدينة الناظور، مساء اليوم الجمعة، للاحتجاج ضد "الحكرة" والتضامن مع بائع السمك، وذلك في مسيرة جابت شوارع المدينة، طالب من خلالها المحتجون بتقديم المتورطين إلى العدالة في أقرب وقت. وكان عشرات الآلاف من المغاربة قد خرجوا في أزيد من 30 مدينة مغربية، يوم الأحد الماضي، تضامنا مع بائع السمك الذي توفي داخل شاحنة نفايات بالحسيمة، وللمطالبة بتحقيق القصاص للمتورطين في الحادثة، حيث توجهت غالبية المسيرات في اتجاه مقرات أمنية وحكومية، وذلك في احتجاجات وصفها البعض بأنها الأكبر منذ حراك 20 فبراير في 2011. وخرج آلاف المحتجين بشكل متزامن في مدن الرباطالدارالبيضاءالحسيمةطنجةتطوانأكاديروجدة فاس تارودانت ورزازات مكناس القنيطرة الناظور العروي مراكش بني ملال تازة وتزنيت الصويرة العرائش الدرويش المضيقأصيلةوزانمرتيل القصر الكبير شفشاون بركان ومدن أخرى، كما امتدت الاحتجاجات إلى باريس وبروكسيل. إلى ذلك، تعهد وزير الداخلية محمد حصاد، في تصريح لجريدة "العمق" أمس الخميس، بأن التحقيق في وفاة محسن فكري، لن يستثني أحد ولا يمكن أن يتم التستر عن أي متورط في هذا الملف، مشيرا أن السلطات المختصة تباشر تحقيقاتها في الملف بالشكل المطلوب، حسب قوله. وقال وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، في تصريح آخر لجريدة "العمق"، إن "الذي يطمئن أن لدينا رأي عام يقِظ يتابع تطورات ملف محسن فكري بشكل صارم، وهذا يدعو إلى أن تستجيب السلطات بما يطالب به الرأي العام من إظهار الحقيقة وإحقاق العدل"، مؤكدا أيضا أن البحث فُتح فيما يمكن أن يكون من اختلالات في موضوع الصيد البحري بالحسيمة. كما أبدى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، تفهما كبيرا لحالة الغضب التي عبر عنها المغاربة في الحسيمة وبعض مدن المملكة، جراء وفاة بائع السمك محسن فكري في شاحنة للأزبال بالحسيمة، ورفعهم شعارات تشير إلى أن مقتل البائع جاءت نتيجة لسياسات قمعية ومتعنتة تتبعها الدولة في التعامل مع المواطنين خاصة البسطاء منهم، وذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت صحيفة القدس العربي نقلا عن الوكالة، أن بنكيران اعتبر أن خروج مظاهرات احتجاجية على مقتل بائع السمك محسن فكري "ظلما وعدوانا" في مدينة الحسيمة، هو نوع من التعبير عن التضامن الشعبي مع قصة هذا الشاب والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة الأليمة.