في موكب جماهيري صامت ومؤثث بالشموع، انطلقت مسيرة احتجاجية عارمة تجوب شوارع مدينة الحسيمة؛ تخليدا للذكرى الأسبوعية الأولى لمقتل بائع السمك محسن فكري، الذي أطلق عليه المحتجون لقب "شهيد لقمة العيش". وبدأ التجمهر منذ الساعة الخامسة من مساء اليوم الجمعة وسط ساحة محمد السادس بمدينة الحسيمة، حيث تقاطرت وفود حاشدة من مناطق محاذية للمدينة، قبل أن ينطلق الموعد الاحتجاجي على إيقاع شعارات قوية رددها الآلاف، حاملين لافتات معبرة عن مطالبهم. ورفع المحتجون لافتات رسمت عليها صور الراحل محسن فكري، مصحوبة بعبارات "محسن شهيد الكرامة" و"كلنا محسن فكري"، إلى جانب عبارات أخرى من قبيل "كفى من الحكرة"، و"أين حقنا في توزيع الثروات؟"؛ فيما حضرت الأعلام الأمازيغية وتلك التي تعبر عن "الجمهورية الريفية"، والتي شدد المنظمون على أنها أعلام لا تدعو إلى الانفصال وإنما تعبر عن "ارتباط أبناء المنطقة بثقافتهم وتاريخهم الذي يتقاسمونه مع المغاربة". الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجون تعددت، ولم تتجاوز التنديد بمقتل "سماك الحسيمة" والمطالبة بمعاقبة المتورطين في الجريمة ورفع التهميش و"الحكرة" عن المغاربة، من قبيل "الشهيد خلا وصية.. لا تنازل على القضية" و"محسن مات مقتول.. والمخزن هو المسؤول"، و"مجرمون مجرمون.. قتلة إرهابيون"، و"يا مسحن رتاح رتاح سنواصل الكفاح"، و"الشعب يريد من قتل الشهيد"، وأيضا شعار "الدولة الحكارة.. كاتطحن الفقرا". ووجه المحتجون تحية لكل المدن المغربية التي خرجت يوم الأحد الماضي بمسيرات ووقفات عارمة احتجاجا على مقتل محسن فكري؛ فيما بعثوا رسالة احتجاجية إلى المسؤولين في البلاد، يشددون فيها على سلمية احتجاجهم ووقوفهم ضد الفوضى. ناصر زفزازي، ناشط حقوقي، انتقد في كلمة له وسط الساحة ما أسماها "الدكتاتورية المخزنية التي تقمع الحريات وتحاصر الحقوق ضد أبناء المنطقة"، مشيرا إلى أن "إرادة الشعب ستستمر بحراكها الاحتجاجي السلمي لتحقيق كل المطالب"، ولخص أبرز تلك المطالب في "فك الحصار الاقتصادي عن المنطقة وتنزيل مشاريع تنموية لإنقاذ أبناء المنطقة من الفقر والبطالة والتهميش"، وفق تعبيره. وجابت المسيرة الحاشدة شوارع الحسيمة، اتفق المنظمون أن تبقى صامتة مع حمل الشموع، وتتقدمها لافتة رئيسية كتب عليها "كفى من الحكرة"؛ وذلك ردا على ما وصفوه ب"تصريحات رسمية تتهمهم بالفوضى ومحاولة خلق الفتنة"؛ فيما لوحظ حفاظ المحتجين، كعادة الاحتجاجات السابقة، على سلمية التظاهر والحرص على الانضباط في التنظيم بتخصيص سلاسل بشرية تحرس المؤسسات والمحلات من أي محاولة تخريب محتملة خارجة عن إرادة المنظمين.