30 أكتوبر, 2016 - 01:58:00 دعوات التظاهر التي دعا إليها نشطاء على الفيسبوك احتجاجا على مقتل "بائع السمك" محسن فكري في مدينة الحسيمة في ظروف مأساوية، تكاد تكون غير مسبوقة في مغرب اليوم. فهذه هي أول مرة، منذ سنوات، يتفق فيها نشطاء في الفيسبوك على الدعوة إلى التظاهر في نفس اليوم والزمان في أكثر من مدينة مغربية. ويٌنتظر أن يشهد المغرب، مساء اليوم، أكبر عدد من المظاهرات في أكثر من مدينة وقرية تداعا فيها الناشطون إلى التظاهرة احتجاجا على "الحكرة" التي تعرض لها محسن فكري. وبلغ عدد المدن والقرى التي ستشهد مظاهرات هذا المساء 41 مدينة وقرية. وكان المغرب قد شهد مظاهرات كبيرة كانت تخرج تزامنا في أكثر من مدينة مغربية عام 2011 في ما عرف ب "الحراك الشعبي" وهي النسخة المغربية من "الربيع العربي". كما أثارت قضية ما بات يعرف ب "شهيد الحكرة" الكثير من ردود الأفعال على المواقع الاجتماعية، لم يسبق للمغرب أن شهد مثيلا لها منذ عام 2013، عندما اندلعت فضيحة العفو على الإسباني مغتصب القاصرات، والتي عرفت ب "فضيحة كافان" نسبة الى المجرم دانيال كالفان. فقد تداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، منذ مقتل "شهيد الحكرة" مساء الجمعة 28 أكتوبر، هاشتاغ #طحن_مو الذي لاقى تفاعلا كبيرا مع رواد المواقع الاجتماعية. وفيما لاذت الطبقة السياسية بالصمت، ودعا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" أنصاره إلى عدم التظاهر، ارتفعت دعوات النزول إلى التظاهر عبرت عنها عدة جمعيات حقوقية وهيئات سياسية من بينها جماعة "العدل والإحسان" التي تعتبر أكبر جماعة إسلامية معارضة في المغرب. وطيلة يوم الجمعة والسبت بدا وكأن الدولة شبه غائبة، فلم يخرج أي مسؤول للتعبير عن موقف الدولة مما جرى، بإستثناء بيان منسوب لوزارة الداخلية بثته قناة "ميدي 1 تي في" نقلا عن عمالة مدينة الحسيمة يتعهد بفتح تحقيق في الحادث، وبيان آخر منسوب للإدارة العامة للأمن الوطني تم بثه عبر موقع إلكتروني يبرئ ساحة عناصر الأمن مما حدث. وكانت المفارقة أن البيانين معا لم يصدرا عبر وكالة الأنباء الرسمية. ويكاد هذا الوضع يشبه ما حدث عام 2013 عندما اندلعت فضيحة كالفان، حيث لاذت الطبقة السياسية بالصمت وتركت الشارع في مواجهة مباشر مع القصر آنذاك. فطيلة أمس كان الشارع في مواجهة مباشرة مع ما يعرف في المغرب ب "المخزن". وفي لحظة نادرة أجبر سكان مدينة الحسيمة التي شهدت الحادث، عامل المدينة ووكيل الملك بها إلى النزول إلى الشارع في وقت متأخر من الليل للتفاوض مع السكان الغاضبين. حدث ذلك أمام عدسات النشطاء وفي غياب تام للمنتخبين وللسياسيين.