25 أكتوبر, 2016 - 02:02:00 عشية انطلاق جولة جديدة من محاكمة المؤرخ والناشط الحقوقي المعطي منجب وستة من رفاقه، بتهم من بينها "تهديد الأمن القومي"، نشرت مؤسسة "فري بريس أنلمتد" مقالا تشرح فيه أهداف برنامج "ستوري ميكر" الذي بموجب استخدامه يتابع عدداً من المتابعين في هذه القضية بتهمة "تهديد الأمن القومي". وجاء في المقال الذي توصل موقع "لكم" بنسخة منه أن هدف "فري بريس أنلمتد" من وراء إطلاق هذا البرنامج في المغرب كان هو "دعم تطوير البيئة الإعلامية الاحترافية للترويج للنقاش العام حول القضايا المتعلقة بالمجتمع المغربي"، وتأسفت المنظمة في نهاية مقالها بالقول إن من كانت نيتهم، في إشارة إلى النشطاء المتابعين، "خلق مجتمع ديمقراطي قوي في المغرب عن طريق عملهم، كان جزاؤهم هو اتهامهم بتهديد الأمن القومي للمملكة". وفيما يلي نص المقال: تطبيق StoryMaker يساعدك في نشر قصصك الإخبارية أطلقت منظمة "فري برس أنلمتد" غير الهادفة للربح والمعنية بتطوير الإعلام ومقرها في هولندا، مشروع "StoryMaker" في عام 2012، الذي يهدف إلى مساعدة الصحفيين والمواطنين المراسلين في إعداد قصص صحفية أفضل على هواتفهم المحمولة. وقد طُور تطبيق المحمول "StoryMaker" ضمن هذا المشروع الذي يحمل اسمه، ويتسم التطبيق "StoryMaker" بالبساطة وسهولة الاستخدام، كما يتيح للمستخدمين إعداد قصص إخبارية احترافية وعالية الجودة ومشاركتها على هواتفهم المحمولة. ويوفر أيضًا حلاً سهلاً للأشخاص الذين لا تتوفر لهم كاميرا ومعدات باهظة الثمن، بل ويمنحهم المعرفة ليصبحوا من رواة القصص المحترفين. وقد درّبت منظمة "فري برس أنلمتد" في هذا المشروع أكثر من 600 صحفي ومواطن مراسل وشاب ولاجئ ونازح في آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء الإفريقية. يستطيع الأشخاص باستخدام "StoryMaker" إعداد قصص إخبارية ذات طابع إنساني عن مجتمعاتهم مثل هذه القصة الإخبارية من مدينة المهدية (تونس)، عن مهرجان سينمائي يهدف إلى إحياء ثقافة السينما، ومثل هذه القصة الإخبارية التي تشمل حواراً مع خريجين جامعيين من مصر يعبرون فيه عن تطلعاتهما المهنية لمستقبلهما، ويروي أحد مستخدمي "StoryMaker" قصة رسومات الجرافيتي الرائعة المنتشرة في أرجاء مدينة الدارالبيضاء، ثاني أكبر مدينة في المغرب. وتصور تلك القصص الإخبارية الحياة اليومية وتقدم منظوراً مختلفاً لا يُرى عادة في الإعلام السائد. وقد نُشرت القصص الإخبارية للمشاركين في وسائل إعلامية محلية ودولية. كما حسّن كثير من الصحفيين والمواطنين المراسلين مهاراتهم في السرد القصصي واستطاعوا العمل لدى مؤسسات إعلامية مرموقة مثل (بي بي سي). تُركّز تدريبات "StoryMaker" على إكساب رواة القصص المتحمسين المهارات الاحترافية الضرورية لإعداد قصص إخبارية ذات جودة. ويتشارك المدربون والمستخدمون تجاربهم في المشروع مع منظمة "فري برس أنلمتد"، وقد عبّروا عن شعورهم بالإيجابية والتفاني مع هذا التطبيق وكيف أنه غيّر حياتهم للأفضل. أحد المواطنين الصحفيين المتدربين الذين انضموا إلى المشروع اسمه وليد كركيني من تونس وقد تحمس كثيراً ل "StoryMaker" حتى أنه صمم منصة خاصة به باسم "Made in Sayada" (ويعني صنع في صيادة وهي مدينة تونسية)، حيث يسرد قصصا من مجتمعه ويشارك المواطنين همومهم. وقد أدت قصصه الإخبارية إلى إقامة حوار بين المواطنين والسلطات وتقليل فجوة التواصل بين تلك المجتمعات. لكن رغم قصص النجاح في أنحاء العالم، يبدو أن السلطات المغربية أساءت فهم "StoryMaker" إذا وجهت تهماً لسبعة صحفيين ومدونين مغاربة بسبب مشاركتهم في مشروع "StoryMaker". ووفقاً لحيثيات المحكمة، فإن السلطات المغربية ترى في هدا التطبيق كأداة يستخدمها النشطاء لتهديد الأمن القومي للمملكة. لكنه في الواقع يهدف إلى المشاركة في تسهيل وصول الأشخاص إلى المعلومات وفي مشاركة قصصهم الإخبارية على هواتفهم المحمولة مع دعم معايير وأخلاقيات الصحافة الاحترافية، إذ أن هدف "فري برس أنلمتد" التأكيد على توافر الأخبار والمعلومات الموضوعية للأشخاص في أنحاء العالم. مشروع "StoryMaker" جزء من استثمار طويل المدى تقوم به منظمة "فري برس أنلمتد" في المغرب لدعم تطوير البيئة الإعلامية الاحترافية للترويج للنقاش العام حول القضايا المتعلقة بالمجتمع المغربي. تعتقد منظمة "فري برس أنلمتد" أن توفر المعلومات للأشخاص الذين يحتاجونها عن العالم الذي يعيشون فيه، يساعدهم في اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة، تفيد في تطوير المجتمع الذي يعيشون فيه وتنميته. ومنذ عام 2006 نفذت منظمة "فري برس أنلمتد" مشروعات متنوعة تهدف إلى تعزيز الإعلام المستقل ودعم الصحافة الاستقصائية عالية الجودة في المغرب. تلقى الصحفيون تدريباً في إعداد القصص الإخبارية التي يمكن التحقق منها والتي تتمتع بالمصداقية مع الالتزام بالمعايير الاحترافية. وقد دعمت منظمة "فري برس أنلمتد" لعدة أعوام على التوالي الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في المغرب. وقد وفّر ما يسمى ب «احتفال حرية الصحافة» مساحة مفتوحة للنقاش حول الإعلام والصحافة. كما أنه يُعد وسيلة لمساءلة الإعلام أمام العامة ولتشجيع الاحترافية. وقد شارك أيضاً وزير الاتصال المغربي وممثلون حكوميون آخرون في عام 2013 في هذا الاحتفال مما يؤكد أهمية حرية الصحافة في المغرب. لكن لسوء الحظ فقد كان لجميع تلك الجهود لدعم البيئة الإعلامية الاحترافية تأثيرا عكسيا في المغرب حيث وجهت تهما لخمسة صحفيين بتهديد الأمن القومي للمملكة وقد يواجهون أحكاما بالسجن تصل إلى خمسة أعوام، كما قد يواجه اثنان آخران غرامات ضخمة. الواقع الحزين أن نيتهم في خلق مجتمع ديمقراطي قوي في المغرب عن طريق عملهم لكن جزاءهم كان هو اتهامهم بتهديد الأمن القومي للمملكة. - «فري برس أنلمتد»