24 سبتمبر, 2016 - 11:13:00 شارك ملك إسبانيا فيلبي السادس في أشغال القمة 71 للأمم المتحدة، متناولا الكثير من القضايا الداخلية ومنها الدولية حيث ركز في خطابه على تقرير المصير في الصحراء وطالب بريطانيا بضرورة وضع حد للاستعمار في صخرة جبل طارق بعد «البريكسيت». ونظرا لحداثة منصبه وتوليه العرش منذ سنتين فقط خلفا لوالده خوان كارلوس الأول، يحضر الملك فيلبي السادس معظم المنتديات الدولية ومنها الأشغال العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية. ونقل بعض مشاكل إسبانيا إلى الأممالمتحدة ومنها محاولات القوميين الكتالان الانفصال عن البلاد، مطالبا بضرورة الوحدة. ويبقى الأساسي هو الأجندة الخارجية، حيث تعطي إسبانيا موقفها من الكثير من القضايا وتهم أساسا الاتحاد الأوروبي وما يجري فيه من تطورات بعد البريكسيت. وعلاقة بالبريكسيت، طالب فيلبي السادس الثلاثاء من الأسبوع الجاري لندن ضرورة فتح مفاوضات للبث النهائي في السيادة على صخرة جبل طارق وتصفية الاستعمار فيها. ويأتي موقف فيلبي السادس تتويجا للضغوط التي تمارسها حكومة إسبانيا بزعامة ماريانوراخوي على لندن من أجل هذا الهدف. وفي ملف آخر، ويعتبر شائكا للدولة الإسبانية سواء في علاقاتها مع دول المغرب العربي وخاصة المغرب، ركز الملك في خطابه أمام الدول في الأممالمتحدة على عدد من القضايا الإسبانية والدولية التي تعني مدريد، ومن هذه الأخيرة ملف نزاع الصحراء بحكم أن إسبانيا قوة استعمارية سابقة والذي يتصادف والتوتر في منطقة الكركرات الفاصلة بين المغرب وموريتانيا، حيث تتواجد قوات عسكرية للبوليساريو تحول دون بناء المغرب لطريق حتى موريتانيا. وحول موضوع الصحراء أكد الملك على موقف بلاده، حسبما جاء في الخطاب، فقال «ندعو الطرفين إلى استئناف الحوار للحل النهائي للنزاع من خلال حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ينص على تقرير المصير». وشكل نزاع الصحراء موضوع بحث وتشاور بين الأمن العام للأمم المتحدة بان كي مون وملك إسبانيا فيلبي السادس. وتعد إسبانيا نظرا لكونها قوة استعمارية في الصحراء سابقا من الدول التي تستشيرها الأممالمتحدة بشكل منتظم. وعمليا، يعتبر هذا هو الموقف الكلاسيكي للدولة الإسبانية، إلا أن تشديد الملك فيلبي السادس على تقرير المصير في أكبر تجمع لدول العالم لا يشكل إشارة ودية تجاه المغرب في هذا الظرف الحساس الذي تمر فيه قضية الصحراء بتوتر وضغوطات تتعرض لها الرباط في ملف عودة قوات المينورسو. وتستحضر بعض دول إفريقيا مثل الجزائر وجنوب إفريقيا ملف الصحراء أمام الأممالمتحدة، وقد تدخلت هذه الدول أمام أشغال الجمعية الحالية مصرة على تقرير المصير، بينما تبقى إسبانيا الدولة الغربية الوحيدة خاصة من الاتحاد الأوروبي التي تركز على ملف الصحراء دون باقي الدول الأخرى. - المصدر: عن القدس العربي