أنا إنسان بسيط... لم أضع يوما على كتفي مدفع... لم أضغط زنادا طول عمري... وأنا بالكاد أشبع... إنما أملك إيماني الذي لا يتزعزع... ريشة ترسم أحلامي وقنينة حبر السيد وزير اللا إتصال هل تتذكرني ؟ بالطبع، لا، وذلك منذ أن أصبحت موزرا أبلغني موظفوك بجرأة إدارييك، على حرماني من بطاقة الصحفي المهني لهذه السنة، وذلك بعد أن حصلت عليها تباعا منذ أربعة سنوات. ولحد الآن لازلت أجهل السبب، فالسجل الأسود الذي يمتلكه موظفوك، لم نعثر فيه على السبب. إذ بالحرف كتب فيه إسمي، واسم المجلة التي أدير، وتعليق يقول : الملف تام، والجواب لا. غريب أمر وزارتكم هذا. غير أن الأغرب من ذلك هو ما طلعت علينا به جريدة إليكترونية ممثلة في اللجنة المعنية ببطائق الصحفي المهني، وربما بإيعاز من مديريتكم، أن الوزارة حرمت هذه السنة أكثر من 500 صحفي مزيف من البطاقة المهنية، وبلور الكاتب المنافح على الجهالة، مشكلتي، بكوني قد غادرت الوظيفة العمومية، متقاعدا طوعيا لا جبريا، وبأنني أتعيش من تقاعدي، وبالتالي لا يمكنني التمتع بالبطاقة المعنية، وأضاف أن المجلة، مجلة علمية، أكاديمية، وبالتالي يتعين حرمان صاحبها من البطاقة، وقد خط المعني بالأمر إنشاءه هذا بشكل ركيك لا يتعدى مستوى الإنشاءات التي ينجزها تلامذة الإعدادي، وهو الأمر الذي يطول كل أولائك الذين يترددون بالكتابة في ذلك المنبر الالكتروني. السيد الوزير لا أريد أن أدخل معك في نقاش حول الإعلام ، وحول مفهوم الصحافة . فالذي انبرى للدفاع عنكم ، والمتسم فكره بالضحالة ، والفقر . لا يفهم من الصحافة إلا الجريدة . وهذا أمر خطير أن يكون مثل هؤلاء الفقراء فكريا ، ممثلين في لجنة البطائق . السيد الوزير لقد جرى حشرنا حشرا، مع زمرة من أصحاب وصاحبات الماكياج والكوافورات، منتحلي مهنة الصحافة، وهذا أمر خطير جدا. فإذا كنا قد تلاعبنا بكم، وحصلنا على البطاقة بطرق التدليس على وزارتكم، أدام الله إتصالها ، وعلى مدى أربعة سنوات . فإننا نلتمس من معاليكم متابعتنا بدعوى التزييف والتزوير من أجل إنتحال صفة . كما ناتمس منكم ، متابعتنا بالقانون الجنائي ، كما جرت عليه التقاليد المغربية ، عوض قانون الصحافة . السيد الوزير أتذكر دوما ذلك العشاء الذي جمعنا مع الراحل عبدالله إبراهيم ، بمناسبة مناقشة أطروحة حول الفكر السياسي اليوناني ، وبينما نحن في خضم العشاء ، وكان الراحل يتحدث ، طلبت منه أن يأكل ، وأن لا يضيع وقته في الكلام. وكان جواب الراحل عظيما، وغنيا بالدلالات. إذ أجابك: على الأقل يوجد من يحسن الكلام بدل الأكل، إن الأدهى والأمر هو الذي لايحسن لا الأكل ولا الحديث . عرفت الآن معنى ما تفوه به المرحوم عبدالله ابراهيم. السيد الوزير تحياتي في الأخير، وموعدنا في ردهات المحكمة الإدارية، طاعنين في قرار وزارتكم. عبداللطيف حسني