د أ ب 08 يوليوز, 2016 - 10:54:00 قبل سنوات نبذته الأندية الفرنسية لبنيته الجسمانية الهزيلة ولفظته الكرة الفرنسية كصبي ، ولكن اللاعب أنطوان جريزمان عاد إلى بلاده ليفرض نفسه بقوة على الجميع ويقود منتخب بلاده إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا. وسجل جريزمان هدفين غاليين ليقود المنتخب الفرنسي إلى الفوز 2 / صفر على نظيره الألماني مساء أمس الخميس في المربع الذهبي للبطولة. والآن ، بدأ جريزمان نجم أتلتيكو مدريد الأسباني التفكير في النهائي بذهن منتعش حيث يحمل اللاعب على عاتقه الآن القدر الأكبر من طموحات الفرنسيين في الفوز باللقب الأوروبي. وقال جريزمان ، بعد فوزه أمس بجائزة رجل المباراة ، : "نشعر بسعادة طاغية ويمكننا بدء الحلم بالعاشر من يوليو... علينا أن نواصل تثبيت أقدامنا على الأرض. ما زالت أمامنا مباراة. سنستمتع الليلة بالفوز وغدات نستعيد نشاطنا ونبدأ الاستعداد". والآن ، أصبح المنتخب البرتغالي هو العائق الوحيد بين فرنسا ولقبها الأوروبي الثالث والذي سيكون الأول منذ الفوز بلقب يورو 2000 . ويستعد جريزمان ليلعب دور الملهم للفريق مرة أخرى خاصة بعدما رفع رصيده إلى ستة أهداف ليتصدر قائمة هدافي البطولة وهو رصيد لم يسجله أي لاعب من قبل في نسخة واحدة بالبطولات الأوروبية سوى الأسطورة ميشيل بلاتيني عندما أحرز تسعة أهداف وقاد منتخب بلاده للفوز بلقب يورو 1984 . وجاء الهدف الأول لجريزمان في مباراة الأمس من ركلة جزاء سددها بشكل رائع في الزاوية العليا للمرمى على يسار حارس المرمى الألماني مانويل نيوير الذي ذهب في الناحية الأخرى علما بأنه يعتبر الحارس الأفضل في العالم. وأكد جريزمان أنه يستطيع الاحتفاظ بهدوئه وسط الضغوط حيث سجل ركلة الجزاء مساء أمس رغم إهداره ضربة جزاء حاسمة لأتلتيكو مدريد خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في 28 مايو الماضي والتي خسرها الفريق أمام ريال مدريد. وأوضح جريزمان : "أردت بالفعل تسديد ركلة جزاء في مباراة مهمة أخرى... أشعر بالسعادة لاتخاذ القرار والتسجيل من هذه الركلة". وجاء الهدف الثاني اثر متابعة جيدة من جريزمان للكرة التي سددها زميله بليس ماتويدي وارتدت من الحارس نيوير ليسددها جريزمان وتمر من بين قدمي الحارس إلى داخل المرمى. وأوضح جريزمان : "مثلما حدث في الهدف الثاني ، كنت أترقب حدوث أي خطأ من حارس المرمى... وصلبت الكرة فقط لقدمي وكنت سعيدا لهذا". ولكن خطط فرنسا في البطولة الحالية ربما كانت ستتغير كثيرا لو لم ينتقل جريزمان إلى ريال سوسييداد الأسباني قبل سنوات. وسبق لأندية فرنسية عدة أن رفضت اللاعب بسبب قصر قامته وبنيانه الجسماني الهزيل. وبعدما صنع جريزمان لنفسه اسما مع سوسييداد ، انتقل اللاعب إلى أتلتيكو مدريد في 2014 ليواصل تألقه وسطوعه من خلال النادي الكبير تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني. ولا يتمتع جريزمان بقوة حقيقية في التعامل مع الكرات العالية ولكن تحركاته وسرعته ورشاقته والأداء الخططي الرائع له هو ما يجعله بهذا الشكل وبهذا النجاح. ولم يظهر جريزمان في بداية البطولة بالمستوى المعهود حيث دفع به ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي في مكان يختلف عن مركزه بالملعب قبل أن يستعيد اللاعب بريقه في الشوط الثاني من مباراة الفريق أمام منتخب أيرلندا في دور الستة عشر للبطولة عندما أعاده ديشان لمركزه المفضل خلف رأس الحربة أوليفيه جيرو. وجاء رد جريزمان سريعا وحاسما حيث سجل هدفين ليحول تأخر فريقه إلى فوز ثمين 2 / 1 ثم هز جريزمان الشباك مجددا أمام أيسلندا في دور الثمانية قبل ان يلعب دورا بارزا أمس في الفوز على المنتخب الألماني. ورغم استعادته لدور البطل في الفريق ، يدرك جريزمان مدى صعوبة المهمة التي تنتظره في المباراة النهائية بعد غد الأحد. وقال جريزمان : "أشعر بسعادة تامة وفخر شديد... ما زالت أمامنا مباراة واحدة لكنها صعبة للغاية".