17 يونيو, 2016 - 01:09:00 يطرح حزب "الأصالة والمعاصرة" نفسه اليوم بالمغرب كبديل محتمل ل"الحكومة الإسلامية" الحالية، فهل ينعم هذا الحزب بالكثير من الرضا من طرف القصر؟ فهذا السؤال طُرح ولا يزال يطرح نفسه في الوسط السياسي المغربي، فحزب "البام" الذي أنشئ سنة 2008، لم يتوقف عن الترويج لنفسه عبر الإعلام، منذ إمساك إلياس العماري، اليساري السابق، بزمام أموره. قرب من القصر وكان زعيم حزب "الأصالة والمعاصرة" أول رئيس مجلس جهة، يصلي إلى جانب الملك محمد السادس صلاة الجمعة، بعد انتخابات الرابع من شتنبر السابقة، لتواجَهَ هذه الصلاة بعدد من التعليقات، وعلى رأسها تعليق عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الحالية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وبحضور الملك وقع العماري وقع على مخطط إطلاق برنامج لتنمية إقليمالحسيمة، مسقط رأسه، قبل أن يصبح "المشاغب الريفي"، رئيساً لجهة طنجة – تطوان - الحسيمة ، التي تعتبر من أهم جهات المملكة المغربية، وليكون رئيس الجهة الوحيد الذي رافق الملك في زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية، والتي أكد بخصوصها توقيعه شراكة مع مجموعة اقتصادية بغرض الاستثمار في المغرب. ولم تمر إلا أيام قليلة عن زيارته للصين، عاد إلى الظهور من جديد إلى جانب صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ورئيس مؤتمر "كوب 22"، الحدث المنتظر بالمغرب والذي ستستضيفه مدينة مراكش هذه السنة، بغرض توقيع اتفاقية تهدف إلى إشراك كل الفاعلين بالجهة الشمالية من أجل تنظيم حدث "ميد كوب" ما بين 17 و 19 يوليوز المقبل بمدينة طنجة. عرض محفوف بالمخاطر نشاط زعيم حزب "الأصالة والمعاصرة" الخارج عن المألوف، لا يفاجئ زعماء أحزاب المعارضة بالبرلمان المغربي، مع اقتراب الانتخابات التشريعية، لكن عندما يُرى هذا المشهد عن قرب، يمكن الفهم ببساطة أن هناك استراتيجية حذرة تهدف إلى تنصيب إلياس العماري الخصم ذي الوزن المناسب لمصارعة "الإسلامي" عبد الإله بنكيران و للحركة الإسلامية المغربية بصفة عامة. من جهة أخرى، يبدو أن هذا النشاط الخارج عن المألوف لزعيم "البام"، يأتي لمحو أثر الهجمات المتكررة لزعيم "البيجيدي"، عبد الإله بنكيران، التي يتهمه فيها بكونه "أداة للتحكم" و"بانضية" الحقل السياسي. ووفقاً لعدد من رجالات السياسة بالمغرب، فإن إستراتيجية حزب "الأصالة والمعاصرة" ستعود على أصحابها بعكس ما ينتظرونه، بحيث أوضح وزير من الحكومة، أنه "يجب إنهاء فكرة اعتبار المغاربة أصحاب عقول بسيطة..فالعماري لا يملك أي مستوى فكري ولا يملك أية موارد مالية من ملكيته الخاصة، حتى يقول أنه ولي أمر نفسه فيما هو ماض في التخطيط له"، لينتقد "أسلوب "انا بوحدي مضوي البلاد" الذي يوظفه إلياس العماري ليس فقط في التعامل مع الطبقة السياسية، بل كذلك مع المواطنين، الذين قد يصوتون خلال الانتخابات التشريعية القادمة لصالح "الحزب الإسلامي". ترجمة عن موقع "mondafrique"