ب 05 أبريل, 2016 - 04:38:00 بدأ عدد من قادة ومشاهير العالم الذين وردت أسماؤهم في تسريبات ما يعرف باسم "أوراق باناما" في الرد ونفي ارتكابهم اي خطأ رغم تزايد الغضب الدولي. وقال عدد من أبرز الشخصيات التي وردت أسماؤها في الفضيحة انهم مستهدفون بشكل غير منصف وسط اتساع نطاق الفضيحة وتعهد سلسلة من الدول بفتح تحقيقات في التهرب الضريبي عقب تسريب 11,5 مليون وثيقة سرية. وحصلت صحيفة "سوددويتشه تسايتونغ" الالمانية على الغالبية العظمى من الوثائق التي سربها مصدر مجهول من مكتب "موساك فونسيكا" البنمي، وتقاسمها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" مع اكثر من 100 وسيلة اعلامية نشرت اولى نتائجها الاحد بعد تحقيق استمر عاما. ومن بين من ذكرتهم الاوراق عائلة الرئيس الصيني "شي جينبينغ" واشخاص مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء ايسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون، ولاعب برشلونة ليونيل ميسي. مزاعم لا أساس لها ورغم ان التعاملات المالية من خلال شركات اوفشور لا تعتبر غير قانونية بحد ذاتها، الا انه يمكن استغلالها لاخفاء اصول عن هيئات الضرائب، وتبييض اموال يمكن ان يكون مصدرها نشاطات اجرامية، او اخفاء ثروة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني سياسيا. ولم يصدر رد فعل رسمي من بكين على المزاعم بان ثمانية من الاعضاء السابقين للحزب الحاكم اخفوا ثرواتهم في ملاذات ضريبية اوفشور، اضافة الى اقارب الرئيس الصيني الذي اشرف على حملة لمكافحة الارهاب حصلت على دعاية كبيرة. وردا على سؤال حول ما اذا كانت الصين ستحقق مع الذين وردت اسماؤهم في التسريبات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي "ليس لدي تعليق على مثل هذه المزاعم التي لا اساس لها". واشار الكرملين الى مؤامرة اميركية بعد ان تحدثت التسريبات عن تورط صديق مقرب من بوتين بادارة امبراطورية اوفشور تزيد قيمتها عن ملياري دولار. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين ان "بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من اجل زعزعة الوضع"، مضيفا ان "لا شيء جديدا او ملموسا" حول الرئيس الروسي في التسريبات. "لن استقيل" من ناحيته رفض رئيس حكومة ايسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون الضغوط للاستقالة بعدما كشفت "أوراق بنما" انه اسس مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية ليخفي فيها ملايين الدولارات. وقد رفض الاستقالة رغم نزول الاف الاشخاص الى الشارع مساء الاثنين في ريكيافيك للمطالبة باستقالته بينما سلمت المعارضة مذكرة لحجب الثقة عنه وستعرض على تصويت في موعد لم يحدد بعد. الا انه اكد انه لم يخف اموالا في الخارج. وقال "لم افكر في الاستقالة ولن استقيل بسبب هذه المسالة". اما عائلة لاعب كرة القدم الشهير ميسي فقالت ان التسريبات لم تكشف عن ارتكابه اي خطأ، بعد ظهور اسمه واسم والده كمالكي شركة في بنما لم يكشف عنها خلال التحقيق الاسباني في ضرائبهما. وقالت عائلته في بيان الاثنين ان "شركة بنما المشار اليها هي شركة غير ناشطة مطلقا ولم يكن فيها اموال او حسابات جارية مفتوحة". واعلنت كل من استراليا وفرنسا وهولندا فتح تحقيقات في التسريبات التي نشرتها الصحف. وقال مصدر قضائي ان اسبانيا فتحت تحقيقا بتهمة تورط مكتب المحاماة في تبييض الاموال. والد رئيس وزراء بريطانيا كاميرون اعلن القضاء البنمي مساء الاثنين فتح تحقيق في "الوقائع التي اوردتها وسائل اعلام وطنية ودولية تحت اسم +اوراق بنما+". واوضحت النيابة العامة ان التحقيق يهدف الى توضيح ما اذا كانت هذه الوقائع تنطوي على مخالفات قانونية وتحديد مرتكبي هذه المخالفات وما اذا كانت قد تسببت باضرار مالية. ومن بين الاتهامات التي كشفت عنها اوراق بنما التي اوردت اسماء نحو 140 شخصية سياسية من بينها 12 رؤوساء دول حاليين او سابقين: - شركة كورية شمالية وهمية استخدمت للمساعدة في تمويل برنامج البلاد للاسلحة النووية وهي شركة "دي.سي.بي فاينانس" التي مقرها بيونغ يانغ. وكانت الشركة من بين عملاء مكتب المحاماة البنمي، طبقا للبي بي سي والغارديان. - ادار والد رئيس الوزراء البريطاني ديفي كاميرون صندوق اوفشور لم يدفع ضرائب في بريطانيا طوال 30 عاما، بحسب اوراق بنما. واكد مكتب رئيس الوزراء ان هذه "مسالة خاصة" رغم ان مصدرا حكوميا صرح لوكالة فرانس برس ان كاميرون نفسه لم تكن له اية حصة في تلك الاموال. - اقام مقربون من رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن "نظام اوفشور متطورا" ومنظومة مالية معقدة حول حسابات المساعد السابق لوالدها مؤسس الحزب اليميني المتطرف، جان-ماري لوبن. وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية ان تحقيقاتها كشفت عن ان بنك اتش.اس.بي.سي البريطاني العملاق انشأ 2300 شركة اوفشور عبر مكتب "موساك فونسيكا" بينما اسس بنك "كريدي سويس" 1105 شركة وبنك يو.بي.اس السويسري 1100 شركة، وبنك سوسييته جنرال 979 شركة. واكدت كل المصارف التي اشارت اليها لوموند انها لم تسهل اي تهرب ضريبي او انشطة اخرى غير قانونية. والثلاثاء، قال تيدجان تيام رئيس مجلس ادارة كريدي سويس في هونغ كونغ لوكالة بلومبرغ نيوز "لا نقبل بهيكليات اوفشور الا اذا كانت اهدافها مشروعة"، مضيفا "من دون شك، لا يشكل التهرب الضريبي جزءا من انشطتنا". واكد متحدث باسم يو بي اس لفرانس برس ان المصرف "يمارس انشطته بما ينسجم تماما مع القوانين والقواعد المعمول بها"، مؤكدا ان "لا مصلحة للمصرف في اموال لا تحترم مبدأ الضريبة او ان مصدرها انشطة غير مشروعة". بدوره، نأى اتش اس بي سي بنفسه عن القضية. وقال غاريث هويت متحدثا باسم المصرف في بيان لوكالة فرانس برس ان "هذه المزاعم عفا عليها الزمن وبعضها يعود الى عشرين عاما. لقد سبقت الاصلاحات المهمة المعروفة التي قمنا بها في الاعوام الاخيرة". التسريب جريمة وجنحة واوردت اوراق بنما من بين 214 الف كيان اوفشور انشئت على مدى نحو 40 عاما، اسماء الرئيس الاوكراني والعاهل السعودي. ونفى رئيس اوكرانيا بترو بوروشينكو المزاعم، الا انه قد يواجه مساعي لعزله. وقال رامون فونيسكا احد مؤسسي مكتب المحاماة لوكالة فرانس برس ان التسريبات "جريمة، وجنحة" و"هجوم على بنما". وقال ان "بعض الدول لا يعجبها ان لنا ميزة تنافسية تجذب الشركات". وتخضع شركة "موساك فونسيكا" للتحقيقات في المانيا وكذلك في البرازيل في قضية كبيرة تتعلق بتبييض الاموال تهدد بالاطاحة بالحكومة الحالية.