وكالات 03 ديسمبر, 2015 - 09:07:00 حذرت المخابرات الخارجية الألمانية من جنوح السياسة الخارجية السعودية إلى الاندفاع، بينما يسعى نائب ولي العهد، محمد بن سلمان، إلى "فرض نفسه في هرم السلطة". وجاء في التقرير السنوي لجهاز المخابرات الألمانية أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، "بدأت تفقد ثقتها في الولاياتالمتحدة، باعتبارها ضامنة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما جعلها تبدو مستعدة للمخاطرة في تنافسها مع إيران في المنطقة". وأصدر الجهاز التقرير الذي يقع في صفحة ونصف الصفحة بعنوان ""السعودية: القوة الإقليمية السنية بين تحوُّل جوهري للسياسة الخارجية وإصلاح السياسات الداخلية" ووزعه على بعض وسائل الاعلام الالمانية. وحصلت رويترز على نسخة من التقرير. طموحات الأمير "المتهور" ويتولى الأمير محمد، نائب ولي العهد، منصب وزير الدفاع، ورئيس اللجنة العليا للاقتصاد. ويجمع الأمير الشاب العديد من السلطات منذ أن تولى والده الحكم، ووضعه نائبا لولي العهد، وقدمه على العشرات من أبناء عمومته. ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، أنشأت الرياض تحالفا عسكريا للتدخل في اليمن للحد من نفوذ إيران، وزادت دعمها للمعارضة السورية المسلحة، وأدخلت الكثير من التغييرات في نظام توريث الحكم. وترى السعودية إيران أنها "دولة عدائية توسعية. وتتهم الحركات الموالية لها مثل حزب الله في لبنان والمليشيا الشيعية في العراق، بتأجيج التوتر الطائفي والاضطرابات في المنطقة. ولكن الرياض في عهد سلمان أصبحت أكثر اندفاعا في مواجهة خصومها في المنطقة، حسب التقرير. وأشارت المخابرات الألمانية إلى سعي الدولتين الغريمتين إلى توجيه الأحداث في لبنان والبحرين والعراق، منبهة إلى "استعداد الرياض المتزايد للتحرك عسكريا وسياسيا لضمان عدم فقدانها النفوذ في المنطقة". وجاء في التقرير أن "الدبلوماسية الحذرة التي دأب عليها القادة السابقون في العائلة المالكة بدأت تترك مكانها لسياسة الاندفاع والتدخل"، وذكر أن السعودية لا تزال متمسكة بضرورة رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد. وتنفي إيران، الحليف الأساسي لنظام الأسد، أي نزعة توسعية لها، وتتهم السعودية بإثارة الاضطرابات في المنطقة، من خلال دعمها للمعارضة السورية، وتدخلها في اليمن. ونبه التقرير إلى المخاطر التي تنشأ عن استحواذ الأمير، محمد بن سلمان، على العديد من السلطات، الذي قد ينشغل بجهود الوصول إلى الحكم. وأضاف أن الأمير "المتهور" قد يثير غضب أفراد العائلة الحاكمة الآخرين، والشعب السعودي بالإصلاحات التي يقوم بها، ويفسد علاقات بلاده مع الدول الصديقة والحليفة في المنطقة. وتوجه السعودية عجزا في الميزانية، يقدره الاقتصاديون بمبلغ 120 مليار دولار أو أكثر، هذا العام. المانيا توبخ مخابراتها من جهة أخرى وبخت الحكومة الألمانية جهاز المخابرات الخارجية الاتحادي (بي.إن.دي) لوصفه السعودية بأنها أصبحت أكثر "اندفاعا" في سياستها الخارجية. وقال متحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل "التقييم.. الذي أعلن في هذه الحالة .. لا يعكس موقف الحكومة" مضيفا أن برلين تنظر إلى السعودية على أنها حليف مهم في منطقة تهزها الأزمات. وكان دبلوماسي بوزارة الخارجية طلب عدم الإفصاح عن اسمه أكثر صراحة. وقال الدبلوماسي في إشارة إلى ملابسات نشر تقييم المخابرات الألمانية "جهاز المخابرات الاتحادية الألماني لا يتحدث بالتأكيد باسم السياسة الخارجية الألمانية." وقال الدبلوماسي "من المفترض أن يزود جهاز المخابرات الاتحادية الحكومة بمعلومات المخابرات وتحليلات ذكية" مضيفا أن السعودية لها دور مهم في الجهود الدولية لايجاد حل سياسي في سوريا. وقال الدبلوماسي إن السعودية انزعجت من تقرير المخابرات الالمانية مضيفا "بالطبع شئ من هذا القبيل يجلب رد فعل. نحن نتواصل مع الحكومة السعودية على مختلف المستويات." ورفض جهاز المخابرات الألماني التعليق على الموضوع . ومنذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير كانون الثاني قامت السعودية بتشكيل تحالف عسكري للتدخل في اليمن للحد من النفوذ الإيراني وزادت مساندتها لمقاتلي المعارضة في سوريا وأجرت تغييرات كبيرة على سلم الخلافة الملكية. وترى الرياض منذ وقت طويل أن إيران عدوانية وتوسعية وأن استخدام طهران وكلاء من غير الدول مثل جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل شيعية عراقية مسلحة يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وزعزعة المنطقة. ولكن في عهد الملك سلمان تحركت المملكة بخطى أنشط للتصدي لخصمها الإقليمي.