المصادقة على 216 نصا قانونيا خلال سنة 2024    الغموض يحوم حول مصير اشتراكات وتعويضات 3 ملايين منخرط سيتم ترحيلهم عنوة لنظام AMO الحكومة صادقت على نسخة معدلة تضحي بمنخرطي كنوبس مقابل إنقاذ التعاضديات من الانقراض    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    مواطنون يشتكون من "نقطة سوداء" أمام كلية العلوم بطنجة دون استجابة من السلطات    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    نهاية أزمة طلبة الطب والصيدلة: اتفاق شامل يلبي مطالب الطلبة ويعيدهم إلى الدراسة    هولندا.. إيقاف 62 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بشغب أحداث أمستردام    لقاء يجمع وهبي بجمعية هيئات المحامين    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية بين التغيير والاستمرارية وضغوط حقوق الانسان
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 02 - 02 - 2015

عاشت السعودية ليلة دراماتيكية بكل معنى الكلمة، إذ جاءت سلسلة الأوامر الملكية لتطال كل مكان في الدولة، وعلى كل المستويات، بما يشبه التغيير الجذري والكامل في جسدها الإداري والاقتصادي والأمني والتعليمي.
وجاءت عاصفة التغييرات التي استغرقت صناعتها أسبوعاً واحدًا لتعكس الجهد الكبير والشامل الذي قام به العاهل الجديد وفريق مستشاريه.
هذه التغييرات أسهمت في تسجيل رقم تاريخي لأسرع تغيير وزاري بهذا الحجم في المملكة، إذ خرج 7 وزراء بعد أقل من شهرين على دخولهم المجلس في الثامن من ديسمبر الماضي
وحظيت التغييرات الملكية بردود فعل واسعة بين المواطنين السعوديين، إذا اتضح فيها أن التنوع والتوزيع الملكي كان مدروسًا بعناية دون النظر لأي اعتبارات تعنى بالتجاذبات الفكرية، فغلبت على التشكيلات الجديدة روح التغيير والسرعة وكذلك المفاجأة، حيث لم يكن من المتوقع تمامًا في كل التسريبات والتكهنات أن القرارات ستخرج بهذه الكمية والكيفية.
ففي اي سياق ترد هذه التغيرات؟
اعتبر الخبير انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة ان «الاصلاحات» تهدف الى مواكبة الوتيرة في كافة انحاء العالم
عزز العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعائم سلطته عبر تعديل وزاري واسع واقالة اثنين من ابناء سلفه الملك عبد الله بعد اسبوع على اعتلائه عرش المملكة العربية السعودية، ابرز قوة نفطية في العالم.
وقال خبراء انه رغم ان هذه التغييرات هي الاكثر اهمية منذ عقود, فان السياسة العامة للممكلة وخصوصا في مجال النفط ستبقى على حالها.
وهكذا، فقد احتفظ كل من وزراء النفط علي ابراهيم النعيمي والخارجية الامير سعود الفيصل والمالية ابراهيم بن عبد العزيز العساف بحقائبهم.
وبين ابرز القرارات التي اعلنها العاهل السعودي الذي خلف في 23 يناير الملك عبدالله الذي توفي عن اكثر من تسعين عاما, تعيين الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان مكان رئيس الاستخبارات الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز.
وفي امر آخر في سلسلة الاوامر الملكية التي صدرت مساء الخميس الماضي ونشرتها وكالة الانباء الرسمية، اعفى العاهل الأمير بندر بن سلطان, أمين عام مجلس الأمن الوطني من منصبه, كما امر بالغاء هذا المجلس الذي ستؤول مهامه كما مهام العديد من الاجهزة التي الغاها الملك الجديد الى احد مجلسين تم استحداثهما هما «مجلس الشؤون السياسية والأمنية» و«مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية». وكان الامير بندر طيلة 22 عاما سفيرا للسعودية في واشنطن حتى العام 2005.
كما اعفى الملك سلمان اثنين من ابناء الملك الراحل من منصبيهما, وهما الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة الذي حل محله الأمير خالد بن فيصل, والأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض الذي عين محله الامير فيصل بن بندر.
في المقابل بقي في منصبه ابن ثالث للعاهل الراحل, هو الأمير متعب بن عبدالله الذي احتفظ بحقيبته كوزير للحرس الوطني, الجهاز العسكري الموازي للجيش والذي يبلغ عديده نحو 130 الف عنصر.
واعفى العاهل الجديد امير منطقة القصيم فيصل بن بندر بن عبد العزيز من منصبه وعين مكانه الامير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز.
وفي الاجمال, فان العاهل السعودي الملك سلمان (79 عاما) الاخ غير الشقيق للملك عبد الله, اصدر اكثر من 30 امرا ملكيا ينص احدها على منحة تعادل ضعفي الراتب الشهري الاساسي لكل الموظفين في الحكومة من مدنيين وعسكريين, بحسب الوكالة. وسيحصل الطلاب والمتقاعدين على منح ايضا.
وقال العاهل السعودي على تويتر في كلمة موجهة الى الشعب السعودي ان هذا الاخير يستحق اكثر من ذلك وانه مهما فعل لن يتمكن من منحه ما يستحق, طالبا من السعوديين الدعاء من اجله.
وبلغ عدد اعضاء الحكومة الجديدة التي اعاد الملك سلمان تشكيلها 31 عضوا, وبين الاوجه الجديدة وزراء الثقافة والاعلام والشؤون الاجتماعية والاتصالات.
واعتبر الخبير انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة ان «الاصلاحات» تهدف الى مواكبة الوتيرة في كافة انحاء العالم.
وقال ان معظم التغييرات حصلت في مجال التربية والثقافة. وقد دمج العاهل السعودية هكذا وزارتي التربية والتعليم العالي.
والمملكة التي تواجه انتقادات لسياستها في مجال حقوق الانسان, تحاول تحسين نظامها التربوي مع السعي في الوقت نفسه الى تنويع مصادر اقتصادها الذي يعتمد بصورة كبيرة على النفط.
لكن في هذا الجانب كما في الجانب الدبلوماسي, ستبقى سياسة المملكة دون تغيير, على حد راي الخبير.
وقد دفع انهيار سعر برميل النفط الخام (دون خمسين دولارا) الرياض الى توقع عجز في الموازنة في ,2015 وذلك للمرة الاولى منذ 2011. وترفض الرياض خفض انتاجها خشية ان ان تفقد حصصا في السوق النفطية.
وقد تم استبدال رئيس هيئة السوق المالية السعودية في حين ان هذه الاخيرة الاكبر في العالم العربي, ستفتح ابوابها امام المستثمرين الاجانب في 2015.
وقد اعفي ايضا مسؤولون كبار في هيئة ادارة المرافىء والمفوضية الوطنية لمكافحة الفساد والشرطة الدينية.
واعتبر جون ماركس الخبير في شؤون الشرق الاوسط لدى مؤسسة شاتام هاوس في لندن ان «التغيير على مستوى المسؤولين الدينيين الكبار يبدو انه يعكس رؤية الملك سلمان الصارمة والمحافظة للعالم. هذا لن يلقى الترحيب لدى المنتقدين في الداخل وفي الغرب».
وراى المحلل السياسي خالد الدخيل انه على الرغم من ان التغييرات مهمة جدا, لكنها في الاساس «ادارية ولن تؤثر على سياسات المملكة». واضاف «كانت هناك قرابة عشرة مجالس وتم تحديدها باثنين بهدف التقليل من البيروقراطية».
وكانت اولى القرارات التي اصدرها الملك سلمان اثر توليه العرش تعيينه وزير الداخلية النافذ الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد, ليكون بذلك اول من سيتولى الحكم من ابناء «الجيل الثاني» في آل سعود. كما عين الملك ابنه الامير محمد وزيرا للدفاع, وهي الحقيبة التي كان يشغلها بنفسه حين كان وليا للعهد. والامير مقرن هو اصغر الابناء ال35 الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز, وقد عين في مارس 2014 وليا لولي العهد.
كما ان تعيين الامير محمد بن نايف يعزز سيطرة فرع السديريين في العائلة المالكة الذين فقدوا بعض نفوذهم ابان عهد الملك عبد الله.
فنانو ومثقفو جدة
إلى ذلك، يتطلع فنانون ومثقفون سعوديون في جدة الى استمرار انفتاح اجتماعي نسبي عاشته المملكة في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وخصوصا في هذه المدينة الواقعة على البحر الاحمر. وتعرف جدة حراكا فنيا مميزا ويقدم فنانوها الكثر قصة مغايرة عن الصورة النمطية التي تعطى للسعودية في الصحافة العالمية كبلد شديد المحافظة ومتشدد دينيا.
وكانت هذه المدينة تحولت خلال الفترة الممتدة من ستينات الى ثمانينات القرن الماضي الى ما يشبه متحف في الهواء الطلق بفضل جهود امينها محمد سعيد فارسي الذي اشرف على انفاق مئات ملايين الدولارات لاقتناء اعمال فنية ونشرها في المدينة. وقد باتت تزخر اليوم بالصالات الفنية والمعارض وفنون الشارع التي يمارسها فنانون شباب من دون صدام مع المجتمع المحافظ.
ويشير مراقبون الى انه في عهد الملك عبد الله تراجعت سطوة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او الشرطة الدينية, خصوصا في مدينة جدة التي باتت ترتبط في اذهان السعوديين بشعار «جدة غير», الذي يوحي بانها مختلفة عن الرياض تحديدا.
وقال حمزة صيرفي الذي يدير غاليري «أثر» في جدة ان «الفضل يعود للملك عبد الله في اعادة الروح» الى الحركة الفنية والثقافية في السعودية. وتوقع استمرار هذا التوجه مشيرا الى ان الملك سلمان «من مشجعي المثقفين والفنانين».
وصيرفي العضو في المجلس السعودي للفنون وهو هيئة اهلية تعنى بدعم ونشر الفنون السعودية, اشرف على افتتاح معرض لفنون الشارع على اطراف الوسط التاريخي لجدة, مع اعمال تحمل قدرا من التمرد.
فهنا رسم جداري لامراة تعتمر الكوفية تقول «انا الوصية الوحيدة على نفسي» وهناك عبارة مطبوعة على حائط تقول «انا مواطنة سعودية حرة مستقلة».
وعبر الفنان الشاب عبد الله محمودي الذي درس في المانيا عن الرأي نفسه الذي ابداه صيرفي, لكنه رأى ان «التغيير لا يمكن ان يكون سريعا». وقال ان الحكم في السعودية هو «لعبة توازن» بين تيارات دينية وتيارات ليبرالية, وآل سعود اتقنوا لعبة التوازن وهذا يصب في مصلحة استقرار البلد».
اما الفنانة الشابة التي اكتفت بالتعريف عن اسمها الاول نورا, فقالت ان هناك امورا كثيرة تحققت مثل دخول المراة الى مجلس الشورى وامورا كثيرة اخرى لم تتحقق مثل منح المرأة حق القيادة وتوقيف عقوبات مثل الجلد والتخفيف من تاثير هيئة الامر بالمعروف وفتح الباب على مصراعيه امام مختلف الفنون.
واشارت الى ان «هناك في عقول بعض الناس خلفية تقول بان الفنون بمعظمها ليست متطابقة مع الاسلام, في الوقت الذي منح الاسلام اجمل الفنون للعالم».
وامام مجموعة من الصحافيين ومحبي الفنون السعوديين والاجانب, كتب الفنان السعودي احمد ماطر على جدار ابيض «لا حرية لاعداء الحرية» تضامنا مع المدون المسجون رائف بدوي الذي تجنب جولة جديدة من الجلد الاسبوع الماضي تزامنا مع وفاة الملك.
واحمد ماطر من اشهر الفنانين المعاصرين في مدينة جدة وكان اول فنان سعودي يقتني المتحف البريطاني اعمالا له.
وبعد ان قدم عرضا فنيا حيا في غاليري أثر التي تقدم اعمال الفنانين الشباب السعوديين, قال أحمد ماطر لوكالة فرانس برس «قمت بهذا العرض من اجل رائف».
والمعرض الفني في «اثر» هو ضمن فعاليات افتتاح مهرجان «فن جدة 21,39» التي الغي معظمها بعد رحيل الملك عبد الله.
وقال ماطر «الفن الذي يخفي الشراكة المجتمعية والحقيقة المجتمعية فن غير جاد (...) اريد ان اعيد للفن الشراكة في الامور اليومية والفكرية والثقافية, فموضوع مثل الجلد والاعتقالات يجب ان نناقشها في ثقافتنا وفننا بكل حرية».
وعن رائف بدوي الذي بدأت السلطات بتنفيذ عقوبة الجلد بحقه قبل اسابيع ثم توقفت, قال ماطر «قد يكون للمخطئ عقاب اهون ولكن اعتبر ان كل انسان يتكلم عن فكر غير مخطئ».
وبالرغم من الضوابط الاجتماعية والدينية الصارمة في السعودية, يبقى الفنانون السعوديون بغض النظر عن التغيرات في القيادة ملتزمين بتقديم فنهم للعالم.
وقال الفنان محمد حافظ الذي يدير مع صيرفي غاليري «اثر» ان «الفن المعاصر السعودي يعكس صورة عن البلد, والقنوات (الاعلامية) تقدم في بعض الاحيان صورة مغلوطة وغير صحيحة» عن المملكة.
واضاف ان الفن المعاصر في السعودية «يعكس حالة البلد وفنها واهلها وتعليقاتهم على العالم وما يحصل حولهم».
واذ رأى ان الفنانين يتطلعون الى «مزيد من الاحتضان من المجتمع», قال ان «الفنان المبدع يمكن ان يقدم فكرته من دون صدام».
وخلص الى القول «الفنان السعودي العبقري يستطيع ان يوصل رسالة فيها تعليق بناء بطريقة ذكية غير صدامية, فالصدامية سهلة ولكن الصعب هو ان تقدم موضوعك ضمن امكانياتك بطريقة ذكية لا تسبب اي صدامات».
رائف بدوي: المدافع
عن حرية التعبير
ا اثار الحكم بالسجن والجلد الف مرة للسعودي رائف بدوي المدافع عن حرية التعبير وحقوق الانسان بتهمة الاساءة الى الاسلام, ردود فعل في العالم اجمع احتجاجا على ذلك.
وادين بدوي (31 عاما) في نوفمبر بالجلد الف مرة، خمسين مرة في الاسبوع طوال 20 اسبوعا. ونفذ الحكم للمرة الاولى في التاسع من الشهر الحالي قرب مسجد الجفالي في جدة.
لكن السلطات السعودية ارجأت يوم الجمعة وللاسبوع الثالث على التوالي تنفيذ حكم الجلد ببدوي. وقالت زوجته انصاف حيدر لوكالة فرانس برس ان بدوي «لم يجلد» الجمعة، مضيفة ان السبب غير معروف.
وقد حكمت المحكمة بسجن بدوي سبع سنوات و 600 جلدة في محاكمة اولى العام ,2013 لكن محكمة الاستنئاف امرت بسجنه عشر سنوات والف جلدة. وقالت زوجته انصاف حيدر ان رائف «شخص محترم جدا كما انه والد حنون ورجل رائع». وقد احبا بعضهما منذ ايام الشباب وانجبا فتاتين (11 و7 اعوام) وولد (10 اعوام). واضافت الزوجة المقيمة في كندا ان رائف درس الاقتصاد وكان يدير معهدا للغة الانكليزية والمعلوماتية. لكن بدوي الذي يقرا كثيرا عثر على ضالته في الكتابة مدافعا بشغف عن حرية التعبير. وتابعت «اراد ان يتحدث الناس بحرية وان تكون حرية التعبير متاحة للجميع وان يتم احترام حقوق المراة والناس بشكل عام. وهذا ما شكل حافزا دائما له». وقد اسس بدوي مع الناشطة سعاد الشمري الشبكة الليبرالية السعودية. ووصفت منظمة «مراسلون بلا حدود» التي منحت بدوي جائزة حرية الصحافة للعام 2014 موقع الشبكة الليبرالية بانه «منتدى هدفه تشجيع النقاش السياسي والديني والاجتماعي في السعودية». يذكر ان بدوي موقوف منذ 2012 كما ان الموقع اغلقته السلطات السعودية. وبدوي سني على غرار غالبىية السعوديين لكن موقعه الالكتروني طالب بوضع حد لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة التي تتبع المذهب الوهابي الصارم. وقبل دخوله السجن, كان بدوي بصحة جيدة لكنه يعاني حاليا من ارتفاع في الضغط الشرياني, وفقا لزوجته. وادى الحكم بسجنه الى ردود فعل غاضبة من المنظمات غير الحكومية.
وفي هذا السياق, قال مدير منظمة العفو الدولية سليل شيتي لفرانس برس ان حالة «رائف بدوي هي احدى الحالات اكثر ماسوية. لم يتغير اي شيء فهو يبقى خاضعا ا للجلد كل يوم جمعة قانونيا. السبب الوحيد الذي توقفوا فيه عن الجلد هوانتظار تحسن حالته الصحيه لكي يصيبونه بجروح مجددا». وقد اعلنت المنظمة الخميس ان بدوي قد يعاني من «جروح جسدية وعقلية على المدى الطويل بسبب الجلد», مشيرة الى انه في «خطر».
اما فيليب لوثر مدير المنظمة في الشرق الاوسط فقال ان «بدوي سجين راي جريمته الوحيدة هي فتح موقع على شبكة الانترنت لتشجيع النقاش العلني». كما نددت الامم المتحدة بالحكم «القاسي واللاانساني», في حين قال وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير ان الحكم «قاس وسيء وظالم وغير متكافئ على الاطلاق». وكان شهود حضروا جلسة الجلد الاولى قالوا ان بدوي لم يصرخ ولم يبك. وقالت زوجته «لا اعرف كيف ظل متماسكا, لم اعتقد مطلقا بانه سيتعرض للجلد. انه فعل اكثر من مهين انه عمل مضاد للانسانية وحشي ومرعب».
أوباما وحقوق الانسان
عادة ما يحتل الانتقاد الامريكي لسجل السعودية في حقوق الانسان مرتبة متراجعة. ومن المتوقع ان يظل كذلك في الاولويات الامريكية. وفي مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية الامريكية قال اوباما إنه يضغط على حلفاء مثل السعودية في قضايا حقوق الإنسان لكن عليه أن يوازن بين هذا الضغط وبين المخاوف المتعلقة بالارهاب والاستقرار الاقليمي. وقال «ما أجده فعالا مع كل الدول الأخرى التي نعمل معها هو ممارسة ضغط متواصل ومتسق حتى ونحن نقوم بما ينبغي القيام به.» واستطرد «وفي احيان كثيرة هذا يجعل حلفاءنا يشعرون بعدم الارتياح. هذا يشعرهم بالاحباط وعلينا في أحيان ان نوازن بين حاجتنا الى التحدث معهم عن قضايا حقوق الانسان وبين مخاوف وشيكة لدينا متعلقة بمكافحة الارهاب او التعامل مع الاستقرار الاقليمي.» وانتقدت منظمات دولية لحقوق الانسان السعودية لزجها بعدد من النشطاء البارزين في السجن ولقيامها هذا الشهر بجلد علني لمدون.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ق وصل يوم الثلاثاء إلى السعودية لتقديم العزاء للعاهل السعودي الجديد الملك سلمان في وفاة سلفه الملك عبد الله في زيارة تبرز أن التحالف الامريكي السعودي يتجاوز المصالح النفطية ويمتد إلى الأمن الإقليمي.
وصرح بن رودز نائب مستشارة الامن القومي الامريكية للصحفيين بأن اوباما يود ان يناقش مع العاهل الجديد الحرب ضد الدولة الاسلامية والموقف الهش في اليمن والمحادثات لانهاء النزاع الطويل بشأن طموحات ايران النووية.
وتجيء الزيارة التي لم يكن جدول أعمال اوباما يتضمنها بينما تواجه واشنطن صراعا متفاقما في الشرق الاوسط وتعتمد على الرياض كواحدة من عدد قليل من الشركاء الدائمين في حملتها ضد الدولة الإسلامية التي سيطرت على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
وتفاقم القلق الأمني الأمريكي الأسبوع الماضي بسيطرة الحوثيين الذين تدعمهم إيران على الحكومة في اليمن في انتكاسة لجهود واشنطن لاحتواء جناح القاعدة هناك والحد من النفوذ الإقليمي لإيران الشيعية.
وانهيار الحكومة اليمنية مصدر قلق للسعودية لأن بينهما حدودا مشتركة طويلة وبسبب التقدم الذي أحرزته إيران المنافسة الرئيسية للمملكة السنية على النفوذ الإقليمي.
وعملت السعودية على حشد الدعم العربي للانضمام إلى الدول الغربية في تحركها ضد الدولة الإسلامية وقوبل ذلك بالثناء من واشنطن التي تقدر هي ودول غربية المملكة كسوق هام للمعدات العسكرية.
وبعد وفاة الملك عبد الله يوم الجمعة الماضي سيحاول أوباما تسيير العلاقات بسلاسة مع الملك الجديد سلمان الذي يتولى السلطة بعد فترة شهدت قدرا من التوتر في العلاقات بين واشنطن والرياض.
وفي إبراز لمدى أهمية التحالف السعودي بالنسبة لاوباما قطع الرئيس الامريكي زيارته للهند التي كانت ستستغرق ثلاثة أيام وتوجه الى الرياض على رأس وفد كبير يضم 30 عضوا من كبار المسؤولين وجمهوريين مخضرمين.
وقال البيت الأبيض إن الجمهوريين جيمس بيكر وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الأب وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي للرئيسين جيرالد فورد وبوش الأب سينضمان إلى أوباما لتقديم العزاء في وفاة الملك عبد الله.
وترافق أوباما أيضا كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في نفس الإدارة والسناتور الجمهوري جون مكين الذي عادة ما ينتقد سياسة أوباما الخارجية.
ويضم الوفد أيضا وزير الخارجية جون كيري ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان إضافة إلى سوزان رايس وليسا موناكو مستشارتي أوباما.
وكتب صمويل هندرسون الخبير في العلاقات الأمريكية السعودية في معهد سياسة الشرق الأدنى «بغض النظر عما سيجيء في البيان الختامي فإن المواضيع المرجحة للنقاش هي سوريا وإيران والدولة الإسلامية وأسعار النفط.»
واستطرد «أهم سؤال بالنسبة للرئيس أوباما هو ما إذا كان الملك سلمان وفريق مستشاريه لديهم أولويات تختلف عن أولويات الملك عبد الله.»
وكان العاهل السعودي الجديد وكبار الأمراء والمسؤولين السعوديين في استقبال اوباما وزوجته ميشيل وكان من بين المستقبلين ولي العهد الامير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير النفط علي النعيمي.
ورغم التحالف القديم بين البلدين والذي كان حجر زاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط فقد عبرت الرياض عن نفاد صبرها من عدم إقدام إدارة أوباما على بذل المزيد للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقلقها من السعي الأمريكي لإبرام اتفاق نووي مع إيران.
وزاد هذا من شعور بين الحكام السعوديين بأن أوباما يخذل حلفاءه العرب القدامى وكان أبرز واقعة تخلي الولايات المتحدة عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011. وتحسنت العلاقات الأمريكية السعودية حين زار أوباما الرياض في مارس الماضي لرأب الصدع.
اطلاق النار
اعلنت الشرطة السعودية ان مواطنين اميركيين تعرضا لاطلاق نار في شرق المملكة ما ادى الى اصابة احدهما بجروح, مؤكدة فتح تحقيق في الحادث. ولم تعرف على الفور الجهة التي اطلقت النار عليهما ودوافعها.
وصرح المتحدث باسم الشرطة بحسب وكالة الانباء الرسمية «عند الساعة الثانية من ظهر اليوم الجمعة (...) تعرضت سيارة , يستقلها شخصان من الجنسية الأمريكية (...) لإطلاق نار من مصدر مجهول, ما نتج عنه إصابة أحدهما ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم , وحالته الصحية مستقرة».
وكان الاميركيان اللذان لم تعلن هويتهما على متن سيارة في طريق صلاح الدين الايوبي في مدينة المبرز في محافظة الاحساء, حيث يعيش شيعة في المنطقة الشرقية, عندما تعرضا لاطلاق النار, بحسب المصدر.
والهجوم هو الاول منذ تولي الملك سلمان الحكم قبل اسبوع, والرابع الذي يستهدف اجانب مؤخرا في المملكة التي انضمت الى الائتلاف بقيادة اميركية لضرب المتطرفين في سوريا والعراق في سبتمبر الماضي.
وقامت السلطات السعودية الشهر الماضي بتوقيف ثلاثة اشخاص من مؤيدي تنظيم الدولة الاسلامية اثر اطلاقهم النار على دنماركي كان في سيارته في الرياض ما ادى الى اصابته بجروح.
واكدت السلطات ان هؤلاء السعوديين «تدربوا طوال اسبوعين» قبل الهجوم الذي صوره ونشره جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي ديسمبر كذلك طعن مهاجم كنديا واصابه بجروح عندما توقف في متجر في الظهران الساحلية المطلة على الخليج.
وفي اكتوبر الماضي, قام سعودي-اميركي طرد مؤخرا من وظيفته مع متعاقد دفاع اميركي باطلاق النار على اميركي هو زميل سابق له فقتله واصاب آخرا في الرياض. وتشارك كندا والدنمارك في العملية الجوية ضد عناصر التنظيم المتطرف. وفي نوفمبر الماضي دعا المتحدث باسم التنظيم الجهادي ابو محمد العدناني في تسجيل فيديو المسلمين الى مهاجمة الغربيين باي طريقة ممكنة. اتهمت السعودية مشتبه بهم على علاقة بتنظيم الدولة الاسلامية بقتل سبعة شيعة بينهم اطفال في المنطقة الشرقية.
وافاد مركز سايت المتخصص لمراقبة المواقع الجهادية الثلاثاء ان التنظيم هدد باجتياح شبه الجزيرة العربية قريبا.
وقتل العديد من الغربيين في موجة اعمال عنف نفذها تنظيم القاعدة بين الاعوام 2003 و2007 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.