30 نوفمبر, 2015 - 04:09:00 قد تدفع التقارير الإعلامية وبعض الأفلام إلى الاعتقاد بأن النحل الإفريقي هو من النوع القاتل الذي يتصف بالوحشية ولا يمكن إيقافه. ولكن الحقيقة هي أن هذا النوع من النحل يشكل درجة من الخطورة، لكنه لن يهجم للقضاء علينا. يكتسب «النحل القاتل» الأفريقي سمعة مفادها أنه نحل ضخم ومسلح بالسم القاتل، لكن الحقيقة هي أنه أصغر حجماً من نحل العسل العادي، وأن السم الذي يحمله أقل قوة وتأثيراً أيضاً. ومع أن ذلك، هذا النوع من النحل عدواني بطبعه، لكنه ليس كذلك في جزر بورتوريكو. يقرأ الناس قصة «النحل القاتل» كأنها إحدى قصص الخيال العلمي. في العام 1956، جلب عالم برازيلي يُدعى واريك كير، نحلاً إفريقياً إلى أميركا الجنوبية بهدف الحصول على سلالة من النحل أكثر إنتاجية للعسل. وقد هرب بعض من ذلك النحل وتكاثر مع نحل أوروبي في البرية، ما أدى إلى ظهور نوع جديد من النحل المهجن، وهو ذلك النحل الذي يطلق عليه اسم النحل الإفريقي «أفريكانايزد بيز». وبدأ النحل الإفريقي في الانتشار في بلدان أخرى. فقبل حلول العام 1985، كان قد وصل إلى دول مثل المكسيك. وفي 2014، توصل باحثون يدرسون انتشار أنواع مختلفة من النحل المهجن في ولاية كاليفورنيا، إلى أنه وصل سان فرانسيسكو. وفي وقت مبكر من مرحلة انتشاره، اكتسب النحل الإفريقي لقب «النحل القاتل»، ما أثار العديد من حالات الخوف، وأدى إلى ظهور سلسلة من الأفلام الرديئة التي تتناوله. لكن حقيقة النحل الإفريقي القاتل ليست تماماً كما تصورها الأفلام، أو كما يراد لنا أن نعتقد. أما الخطر الذي يأتي من «النحل القاتل»، فإنه يعود إلى الطريقة التي يدافع بها عن خليته، ف»النحل الإفريقي يرد على أي اضطراب بالقرب من مستعمرته بسرعة أكبر، وبأعداد غفيرة، وبمزيد من اللدغات»، بحسب ما توصل باحثون في دراسة نشرت في العام 1982. وتكررت هذه النتيجة أيضاً في العديد من الدراسات اللاحقة. ويساعد هذا الرد العدواني للنحل الأفريقي في تفسير السبب في أنه قد أدى إلى وفاة مئات عدة من الأشخاص خلال ال50 سنة الماضية. وفي غياب رد الفعل المرتبط بالإصابة بالحساسية، فإن الأمر يستغرق التعرض لنحو ألف لدغة من ذلك النوع من النحل، لكي يؤدي إلى وجود جرعة مميتة من السم بالنسبة لشخص بالغ صاحب حجم متوسط. ومقارنة بالنحل الإفريقي، فإن النحل الأوروبي نادراً ما يُظهر مثل تلك العدوانية في الدفاع عن خليته. ومع هذا، تعد الإشارة إلى النحل الإفريقي ب «القاتل» إشارة مضللة، كما يقول بيرت ريفيرا- مارشاند، خبير الحشرات في جامعة «انترامريكان يونيفرسيتي أوف بورتوريكو» في بايامون. ويضيف أن «هذا المصطلح يعطي انطباعاً أن النحل يخرج فقط من أجل القتل، بينما في الواقع هو يدافع عن خليته. وبغض النظر عن طريقته، فإن النحل الذي يخرج بحثاً عن الغذاء في الحقول لا يهاجم الناس، وليس هناك عدوانية يمكن رؤيتها خلال تحرك الأسراب». أما في بورتوريكو، وفي بحث نشر في العام 2012، أوضح ريفيرا-مارشاند وزملاؤه أن هذا النوع من النحل أكثر بطئاً في ما يتعلق باللدغ، ويلجأ إلى ذلك بشكل أقل بكثير، مقارنة بالنحل الإفريقي في قارة أميركا الجنوبية. (عن «بي بي سي»)