27 نوفمبر, 2015 - 06:42:00 على غرار العديد من المهندسين المعماريين الشباب في العاصمة، كان أمين ابن المبارك كثير التردد على مقهى "لو كاريون" في المقاطعة العاشرة في باريس. هذا الشاب، خريج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في باريس سنة 2012، لقي مصرعه يوم الجمعة 13 نوفمبر الماضي، في شرفة هذا المقهى أيام قليلة بعد احتفاله بعيد ميلاده التاسع والعشرين. زوجته "مايا نيميتا"، وهي الأخرى خريجة المدرسة نفسها، أصيبت بجروح خطيرة في ساقيها، إلا أن أيامها ليست في خطر بعد أن أجريت لها عملية جراحية. تقول مريم شباني (26 عاما)، وهي صديقة مقربة من الراحل، وشريكته في تأسيس الإئتلاف المعماري "نيو ساوث" :"إن المدرسة كانت بمثابة العائلة الثانية بالنسبة لأمين". حافظ على علاقة قوية بها إلى درجة أنه التحق بهيئة التدريس فيها منذ سنتين. يقول "ستيفن ميليميس"، أحد أساتذته السابقين: "كان يتمتع بحماسة كبيرة تذهلنا. وكان عمله غير محصور فقط على هندسة المباني الجميلة، ولكنه كان يظهر فضولا فكريا لافتا للانتباه". رغبة أمين ابن المبارك في مزاولة مهنة الهندسة المعمارية أتت عن طريق الصدفة. بعد دراسته في الثانوية الفرنسية في الرباط، التحق بكلية الطب في "بوردو". إلا أن صديقه وشريكه في السكن، الذي كان يتلقى تكوينا ليصبح مهندسا معماريا، أثر فيه وولد لديه حب هذا الفن، حتى قطع الشك باليقين أن مستقبله لن يكون مع أصحاب البذلة البيضاء. بعدها ببضعة أشهر فقط، انتقل إلى باريس والتحق بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، دون أن يخبر أسرته. يقول "ستيفن ميليميس" :"على مدى خمس سنوات، ظن والداه أنه كان يدرس الطب في بوردو بينما كان في باريس. ولم يعلموا بالأمر إلا يوم حصل على دبلوم الهندسة المعمارية". وكان أمين ابن المبارك وزوجته قد أسسا لتوهما وكالتهما. وكانا قد أقاما زفافهما للمرة الأولى في باريس في ماي 2014، ثم في الرباط قبل ستة أشهر. أمين شغوف وداهية وعميق ومشرق وبشوش ... نفس الصفات وردت مرات عديدة على لسان مقربيه. كان هذا الرجل المرح الجاد عدّاءًا، وطالما شارك في منافسات الترايثلون عندما كان في المغرب. "كنا نلقبه ريان جوسلينج المغربي" تقول مريم شاباني بابتسامة. كان أمين قد عرض رفقة هذه المرأة الشابة مشروع نهاية دراستهما، خلال الشهر الجاري، في معرض "كروس" في باريس. وكان أمين قد خصص مشروعه للحج في مكة. "يوما فقط قبل الهجمات، وجهت له الدعوة إلى ندوة سنتهى في 14 نوفمبر ليعرض مشروعه"، يقول جان أتالي، وهو أستاذ آخر لأمين، سيبقى خالدا في ذاكرته كمثقف مسلم، علماني، نموذج حي لأبناء جيله من حيث عقليته المتفتحة. ترجمة سعيد السالمي المصدر: جريدة "لوموند"