قال عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب "فدرالية اليسار الديمقراطي" إن الظرفية الحالية تتسم بتغول قوى الفساد والاستبداد في بلادنا، والتي تعمل على تفكيك مكتسبات الشعب المغربي. وانتقد العزيز خلال كلمة له أمس الجمعة، في أشغال الجامعة الربيعية "لفدرالية اليسار الديمقراطي"، الممتدة على مدى ثلاثة أيام بالجديدة، تراجع الحقوق والحريات تحت ذرائع أمنية واقتصادية، وتزايد الهجمات على القوى الديمقراطية المناضلة.
وأكد أن مشروع وحدة اليسار سيظل على رأس الأولويات من أجل مواجهة هذه المشاريع، مع الانفتاح على كل العمل السياسي الوحدوي مع كل القوى اليسارية والديمقراطية. واعتبر العزيز أن المعركة ضد الفساد والاستبداد مازالت تتطلب تكتلا واسعا يقوم على البرامج المشتركة والنضال الجماعي، مذكرا بمبادرات حزب فدرالية اليسار الديمقراطي ضد الفساد. وشدد على أن آفة الفساد تعمقت واستشرت في المغرب وأصبحت عائقا في وجه أي انتقال ديمقراطي أو تنمية اقتصادية، بل أصبح الفساد يهدد مستقبل المغرب والمغاربة. وسجل العزيز أن الفكر المتنور هو أحد أدوات التحرر لذلك كان دوما هدفا للقوى المحافظة، ودليل ذلك ما شهدناه من حرب ممنهجة منذ عقود ضد العقل والفكر النقدي، بدء من تقويض تدريس الفلسفة وعلم الاجتماع في المنظومة التعليمية، مرورا بترويج خطاب ماضوي وترسيخ فعل سياسي يقدس الثابت ويرفض المساءلة، وصولا إلى ترويج ثقافة تكرس الانغلاق والتقوقع وتقمع حرية التفكير والتعبير، وتحارب الإبداع الخلاق والانفتاح والتفاعل المنتج. وأشار أن الصراع الفكري هو جوهر الصراع السياسي وأن المعركة الحقيقية ستبدأ بساحة النزال الفكري قبل أن تنتقل إلى ساحة التغيير الاجتماعي، وعلى هذا الأساس كان شعار الدورة الربيعية هو إعادة التفكير في الديمقراطية على ضوء الحركات الاجتماعية، استجابة لفترة حرجة تواجه فيها فكرة الديمقراطية أخطر التحديات منذ عقود، حيث نشهد اليوم صعود خطابات الانغلاق الهوياتي التي تحاول تحويل الديمقراطية من فضاء للتعدد إلى أداء لهيمنة الثقافة الواحدة، وعودة النزعات السلطوية بثوب جديد هو شعارات الشعبوية. وحذر العزيز من اختطاف فكرة التمثيلية من قبل تحالفات النخب السياسية والأوليغارشية المالية التي حولت صناديق الاقتراع إلى مجرد غطاء لشرعنة هيمنتها.