تفجر نقاش وجدل جديد داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على خلفية عدم استصدار محمد سعد برادة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قرارات التباري على مناصب عليا شاغرة للشهر الثاني، يتم تسييرها بتكليف فقط. ويتعلق الأمر بمنصب الكاتب العام للوزارة، ومنصبي مديري الأكاديميتين الجهويتين للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي، وسوس ماسة، مما يثير الكثير من الجدل والنقاش داخل الفاعلين في القطاع، وفق ما رووه لموقع "لكم". ووفق معطيات حصل عليها موقع "لكم"، فبخلاف أكاديمية الجهة الشرقية التي صدر قرار وزاري بالتباري بشأن منصب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق إثر تنقيل مديرها السابق محمد ديب إلى نفس المنصب بأكاديمية الدارالبيضاءسطات، وإجراء مقابلات الانتقاء النهائي للمنصب في مارس الماضي، فإن منصب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي ما يزال يدبر بالتكليف المؤقت ولم يصدر بشأنه قرار التباري، بعدما تم ترحيل مولاي أحمد الكريمي الذي شغل المنصب نفسه لأكثر من عشر سنوات إلى المصالح المركزية بالوزارة بتعيينه مديرا مركزيا لمديرية تنمية الكفاءات، فيما تم تنقيل وفاء شاكر مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة إلى نفس المنصب على رأس أكاديمية جهة طنجةتطوانالحسيمة بعدما عينت في المنصب السابق في يناير 2023 (لم يمض على تعيينها سوى سنتين وشهرين)".
وبرأي مراقبين تحدثوا لموقع "لكم"، فإن وضعية التكليف تثير القلاقل داخل القطاع، خاصة وأن منصب الكاتب العام يدبره الحسين قضاض (أستاذ مبرّز) المفتش العام للوزارة الذي عين قبل أسابيع في المنصب على الرغم من أنه تجاوز سن المعاش، واليوم يجمع بين مهمتي المراقبة والتدبير وهو ما لا يستقيم، كما أن تكليف موظفين بتسيير شؤون أكاديميتي مراكشآسفي وسوس ماسة، وهما أكاديميتان كبيرتان من حيث المشاكل والقضايا التربوية الملتهبة والحارقة التي ما تزال تئن منها، خاصة تداعيات زلزال 8 شتنبر 2023 والهدر المدرسي، وسط انتظارية كبيرة تؤرق الفاعلين، أمام حجم العمليات والإجراءات والتدابير التي ينبغي تفعيلها ومباشرتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في ظل توسيع نموذج مدارس وإعداديات الريادة والحكامة التدبيرية عبر عقود نجاعة الأداء وقيادة التغيير والتحول التربوي الذي تراهن عليه الوزارة لإحداث دينامية في منظومة التربية والتكوين وتحقيق الأثر التربوي". وبحسب المراقبين، فإن تخوفا يسود في أوساط نساء ورجال التعليم، من كون تأخر الوزير في الإعلان عن التباري على المناصب الشاغرة الثلاث، قد يكون مآله هو نفس مآل منصب الكاتب العام السابق الذي استصدر في شأن المنصب قرار التباري ليفاجأ المرشحون الذين اجتازوا المقابلات بنجاح، بتعيين يونس السحيمي، وهو إطار في المفتشية العامة لوزارة الاقتصاد والمالية المقرب من الاستقلال، الذي لم يترشح ولم يجر المقابلات الشفوية بتعيين على رأس الكتابة العامة، ويسقط بعد سنتين فقط من المنصب بسبب خلافات تدبيرية مع الوزير الجديد محمد سعد برادة، وفق شهادات فاعلين داخل القطاع. وبين هذا وذاك، تتردد أنباء عن كون شغور منصبي أكاديميتي مراكشآسفي وسوس ماسة يرتبط بحركية قد تباشرها الوزارة من أجل تعيين ذوي الخبرة في المنصبين بالأكاديميتين اللتان تحتاجان إليها بالنظر لجحمهما وشساعتهما، والتي يبين واقع الحال عدم قدرة من كلّف بتسييرها بصفة مؤقتة على كسب التّحدّي والرهان، فيما تتجه قراءات أخرى إلى أن التأخر في الإعلان عن التباري مردّه إلى الرغبة في تمرير مناصب لأشخاص محظوظين"، وفق تعبير المصدر ذاته.