يعيش ضحايا زلزال الحوز، هذه الأيام، معاناة مضاعفة داخل خيامهم البلاستيكية، بسبب التساقطات المطرية والثلجية والرياح القوية، في ظل التأخر الكبير الذي تعرفه عملية إعادة الإيواء، والاختلالات التي تشوب عمليات صرف الدعم، وهو ما دفع عشرات المتضررين بإقليمتارودانت، اليوم الاثنين، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة للمطالبة بإنصافهم، مع استعداد الضحايا للاحتجاج بكل من مراكشوالرباط. دعوات لتدخل ملكي ورفع المشاركون في الاحتجاج الأعلام، واحتشدوا خلف لافتة تطالب بفتح تحقيق في ملف الضحايا وتشكيل لجنة مستقلة لمتابعتهم وإنصافهم، وصدحت حناجرهم بشعارات من قبيل "الساكنة ها هي والمسؤول فين هوا"، و"هذا عيب هذا عار الساكنة في خطر". وتنقل الصور ومقاطع الفيديو القادمة من المناطق المنكوبة جزءا من معاناة الأسر، حيث تسببت الرياح القوية في اقتلاع بعض الخيام، وأغرقت الأمطار وأثقلت الثلوج أخرى، في حين لا تجد الأسر إلا إطلاق صرخات الاستغاثة وطلب المساعدة، لرفع المعاناة. واشتكى المحتجون حرمانهم من الدعم الشهري ودعم السكن، ومعاناتهم في الخيام، وطالبوا بالتحقيق في الاختلالات التي عرفتها عملية صرف الدعم للأسر المتضررة، كما ناشدوا تدخلا ملكيا لإنصاف عموم ضحايا الزلزال. وإلى جانب الأسر المحرومة، ورغم ما تشهده بعض المناطق الواقعة في تراب تارودانت، من تقدم ملحوظ في عملية الإعمار، إلا أن هذه الجهود تواجه عائقًا كبيرًا بعد انقطاع "كود الدعم"، مما أثر بشكل مباشر على وتيرة الإعمار وزاد من معاناة الأسر المتضررة، خاصة في ظل موجة البرد القاسية. كما أدى تأخر الدفعة الرابعة من الدعم وانقطاعها عن بعض المستفيدين إلى حالة من القلق والتخوف بين المقاولين، مما قد يتسبب في تأخير عمليات البناء، وفقا لمعاناة نقلها أهالي المنطقة في اتصالهم بموقع "لكم". احتجاج بمراكشوالرباط ولا تقتصر معاناة الضحايا على إقليمتارودانت، بل تطال كل الأقاليم المتضررة، فقد جددت تنسيقية الأطلس الكبير للمقصيين من دعم الزلزال بإقليمشيشاوة" استنكار الظروف المأساوية والقاسية التي يعيشها المتضررون في ظل استمرار إقصاء مجموعة منهم وحرمانهم من الاستفادة من التعويضات والدعم الملكي المخصص للأسر المتضررة، وذلك بعد مرور أكثر من عام وخمسة أشهر على الفاجعة. وطالبت التنسيقية المحلية في بلاغ لها بفتح تحقيق نزيه وشفاف في الخروقات والاختلالات التي شابت ملفات الضحايا بمختلف قرى إقليمشيشاوة، ومحاسبة كل المتورطين فيها. مع دعوتها إلى فتح حوار جاد مع المسؤولين ومختلف الجهات المعنية لمعرفة أسباب عدم استفادة عدد من الأسر من الدعم والتعويضات، وإيجاد الحلول وإنقاذ الأسر من الظروف المأساوية التي تعيشها في الخيام. ودعت التنسيقية كل المتضررين في الإقليم للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها الجمعية المغربية لحماية المال العام يوم الأحد 9 فبراير انطلاقا من ساحة باب دكالة بمراكش، كما دعت إلى المشاركة بكثافة والحضور الوازن في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها أمام البرلمان بالعاصمة الرباط يوم الإثنين 17 فبراير، للمطالبة بتسوية الملفات وتعميم التعويض والدعم الملكي على المتضررين وانصافهم. تضييق وإرغام على إزالة الخيام ومن جملة ما يعانيه متضررو زلزال 8 شتنبر، ما نقلته تنسيقية الضحايا بإقليمالحوز، حيث تقوم السلطات المحلية وأعوانها بحملة ضد المتضررين الذين يقطنون في الخيام، في محاولة منها لتغطية الشمس بالغربال والتستر على التأخير الحاصل في اعادة الإعمار والإيواء، من خلال إرغام الضحايا على إزالة الخيام والدخول إلى المنازل وهي في طور البناء. وانتقد التنسيقية مسلسل التضييق الذي يتعرض له المدافعون عن حقوق الضحايا في منطقة ثلاث نيعقوب، حيث تجري محاكمة منسقة التنسيقية الإقليمية خديجة ايت المعلم، إضافة إلى محمد ابخالن وهما معا متابعان بتهم تتعلق "بالتشهير" في مواجهة رئيس الجماعة المحلية، بسبب مطالبتهما بتنفيذ حكم قضائي صادر ضده. ويطالب ضحايا الحوز بدورهم بوضع حد للشطط في استعمال السلطة، وبفتح تحقيق نزيه وشفاف ضد المُتورطين في الخروقات والتلاعبات، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في التلاعب بمصير الأسر المتضررة، والاستجابة لمطالب المُتضررين المقصيين والمحرومين من الدعم والتعويضات. انتقادات للفشل الحكومي ومن جهة أخرى تتواصل الانتقادات للحكومة من طرف عدة هيئات، تعتبر أن ضحايا زلزال الحوز عنوان عريض لفشل حكومة أخنوش، فالمعاناة متواصلة على مدى 16 شهرا، ومكونات الأغلبية تتصارع حول من سيقود حكومة المونديال. وذهب العديد من النشطاء في اتجاه عقد المقارنة بين السرعة القياسية والميزانيات الضخمة المرصودة لمشاريع و أوراش كأس العالم وغيرها من البنيات الرياضية والثقافية، في مقابل البطء الشديد في رفع المعاناة والمأساة عن ضحايا الزلزال. ودعا حزب العدالة والتنمية في بلاغ لأمانته العامة، أمس الأحد، الحكومة إلى معالجة معاناة ساكنة الحوز في ظل عجزها عن التنزيل الكامل لبرنامج تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال رغم إقرار البرنامج وتوفر الاعتمادات المالية. وبدوره طالب المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بالإسراع في توفير حلول سكنية عاجلة تحفظ كرامة المواطنين وتحميهم من تداعيات الظروف المناخية القاسية، والتحقيق في مصير الأموال والميزانيات المرصودة لإعادة الإعمار، مع ضمان الشفافية في تدبيرها، ومحاسبة أي جهة متورطة في سوء تدبير المساعدات أو استغلال معاناة المتضررين لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، واعتماد خطة مستعجلة لدعم الأسر، بما يشمل توزيع مساعدات غذائية ووسائل التدفئة، مع ضمان وصولها إلى المستحقين الفعليين دون تمييز أو محاباة.