احتل المغرب المرتبة 101 عالميًا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024، الصادر حديثا عن منظمة "أكسفورد إنسايت"، ويقيس استعداد الحكومات في 188 دولة لتبني الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العمومية، بناءً على ثلاثة محاور رئيسية، بما في ذلك الحكومة، التكنولوجيا، والبيانات والبنية التحتية. وفقا للتقرير، حقق المغرب 41.78 نقطة، وهو أقل بكثير مقارنة بالولاياتالمتحدة التي سجلت 87.03 نقطة وسنغافورة التي أحرزت 84.25 نقطة، حيث يعكس هذا التفاوت الكبير الفجوة بين المغرب والدول المتصدرة في المؤشر، مما يشير إلى الحاجة لتعزيز الاستثمارات والجهود لتحسين جاهزيته في هذا المجال.
بينما أظهر المغرب تقدمًا نسبيًا في محور البيانات والبنية التحتية، حيث سجل 53.82 نقطة، كان أداؤه أقل في محور الحكومة ب 34.82 نقطة وفي محور التكنولوجيا ب 36.70 نقطة. حيث تظهر هذه النتائج الحاجة إلى تعزيز الأطر التشريعية والمؤسسية لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي في المغرب، من خلال تحسين الرؤية والإدارة والأخلاقيات المتعلقة بهذا المجال. وأبرز التقرير التحديات المتعلقة بالابتكار والتطوير التقني، حيث لا يزال المغرب بحاجة إلى زيادة الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية الرقمية. كما تشير النتائج إلى وجود إمكانات كبيرة في هذا الجانب، لكن تحسين جودة البيانات وإدارة البنية التحتية يبقى أمرًا ضروريًا لتوسيع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. في السياق العالمي، تصدرت الولاياتالمتحدة القائمة بفضل قوة قطاع التكنولوجيا، تلتها دول مثل سنغافورة التي حققت تفوقًا في محوري الحكومة والبنية التحتية. ورغم أن الاقتصادات ذات الدخل المرتفع تحافظ على تقدمها، فإن الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض مثل رواندا وإثيوبيا شهدت تقدمًا ملحوظًا بفضل تطوير استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي. وتحتل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المركز الخامس في مؤشر استعداد الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024، بمعدل 48.50، مما يضعها في منتصف التقييمات الإقليمية، حيث تقود الإمارات المنطقة بتسجيل 75.66 نقطة، تليها السعودية (72.36)، مما يعزز من مكانة المنطقة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يُلاحظ وجود تفاوت كبير في الأداء، حيث تفصل 61.03 نقطة بين الإمارات واليمن، الذي سجل أقل نقطة عالمياً (14.62). بينما على مستوى الركائز، تسجل المنطقة أداءً قريباً من المتوسط العالمي، مع تقدم في قطاعات التكنولوجيا (39.34) والبيانات والبنية التحتية (59.94)، بينما يعاني مجال الحكومة من ضعف في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والإدارة (47.77). وتحتل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء المركز التاسع في المؤشر بمعدل 32.70، مما يعكس التقدم الناشئ في هذا المجال. وتقود كل من موريشيوس (53.94)، جنوب أفريقيا (52.91)، ورواندا (51.25) المنطقة، حيث تسجل هذه البلدان تقدمًا واضحًا في تعزيز أنظمتها البيئية للذكاء الاصطناعي. أما المجموعة التالية التي تضم السنغال (46.11) فتبرز الفرص المستقبلية للنمو. أوضح التقرير أن عام 2024 شهد زخمًا في تطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، مع إطلاق 12 استراتيجية جديدة، ثلاثة أضعاف ما أُعلن في 2023، مما يشير إلى وجود إمكانات كبيرة يجب تعزيزها عبر تحسين جودة البيانات وإدارة البنية التحتية لاستغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل من طرف الحكومات في تقديم الخدمات العمومية للمواطنين.