حج مئات المتضررين من زلزال الحوز، اليوم الاثنين، إلى العاصمة الرباط حاملين معهم ملفاتهم وهمومهم، لطرق أبواب العاصمة من جديد، بعدما أغلقت في وجههم جميع الأبواب على المستوى الإقليمي والجهوي، والتي ظلوا يترددون عليها لأزيد من سنة دون حل ينصفهم. فبعد احتجاجات متكررة لم تسفر عن الاستجابة لمطالبهم، اختار ضحايا الزلزال العودة إلى أمام مقر البرلمان تزامنا مع تواجد رئيس الحكومة عزيز أخنوش داخله، في جلسة الأسئلة الشفوية، لعله ينصت لهمومهم، ويعمل على حلها.
ومر أزيد من 15 شهرا على الكارثة التي ضربت المنطقة وألحقت الضرر بأزيد من 2.8 ملايين مواطن، وأوقعت خسائر كبيرة في المساكن والبنيات التحتية، ولا تزال الأسر تعيش في الخيام عرضة لشتى أنواع الأخطار، في ظروف أكدت العديد من التقارير أنها لا تحفظ الحد الأدنى من الكرامة. وفي الوقت الذي تسير فيه إعادة إعمار المناطق المتضررة بوتيرة جد بطيئة، توشي بأن معاناة الساكنة في الخيام ستستمر لأشهر وربما لسنوات لاحقة، يواصل المتضررون المطالبة بالإنصاف وبتمكينهم من الدعم، ويشتكون عدم استفادتهم، ويؤكدون وجود فساد كبير يطال عملية صرف دعم إعادة بناء المساكن، ويطالبون بالتحقيق وبوقف كل أشكال الفساد. وإلى جانب من يشتكون من عدم الاستفادة من الدعم، يؤكد آخرون أن الدعم الذي قدم لهم غير كاف، وأن الأسر التي انهارت منازلها بشكل كامل لم تستفد إلا من مبلغ دعم الهدم الجزئي، وهو ما أكده تقرير أصدرته قبل أيام "ترانسبرانسي المغرب"، سجلت فيه أن السلطات عملت على تخفيض نسبة المستفيدين من دعم الانهيار الكلي ب20 في المئة، لتتحول استفادتهم من 14 مليون سنتيم إلى 8 ملايين فقط، علما أن المبلغين غير كافيين لإعادة إيواء المنكوبين. المشاركون في الوقفة الذين قطعوا مئات الكيلومترات، نساء ورجالا، رفعوا شعارات من قبيل "هذا المغرب الجديد مغرب القمع والتشريد" و"سوا اليوم سوا غدا الحقوق ولابد" و"يا وزير يا مسؤول هادشي ماشي معقول" و"هذا عيب هذا عار الساكنة في الخيام" و"واك واك على شوهة الملايير نهبتوها"، فضلا عن لافتات تضمنت مطالبهم وأسماء الدواوير التي ينتمون لها والتي لا تزال تعاني من الآثار الوخيمة للزلزال على مختلف المستويات. وطالب المحتجون بإعادة النظر في ملفاتهم، والتفاعل الإيجابي مع شكاياتهم، وتسريع عمليات صرف الدعم ومساعدة الأسر على بناء منازلها عوض وضع العراقيل الإدارية، وحمايتها من النصب الذي تتعرض له، مع إنصاف الأسر المقصية. وتعيش الأسر المتضررة من الزلزال منذ 8 شتنبر 2023 وإلى اليوم في ظروف صعبة، تؤكدها عدة تقارير، حيث تتفشى الأمراض وتغيب البنيات الاستشفائية، إلى جانب عدم بناء المدارس ما حرم العديد من الأطفال من متابعة دراستهم، إضافة إلى استمرار العيش في الخيام، فبعد عام لم يتم بناء سوى 1000 وحدة سكنية، وهو عدد منخفض للغاية، بالكاد يشكل 1.7%من الهدف المحدد.