استنكر نشطاء وفاعلون في الائتلاف المدني من أجل الجبل استمرار معاناة المواطنين المتضررين من زلزال الحوز، بستة أقاليم بالمملكة، مؤكدين أن هؤلاء يشكون من عدم القدرة على العودة إلى منازلهم المدمرة أو المتصدعة، بينما لجأ البعض الآخر الى الهجرة لمناطق أخرى. وأضاف النشطاء في ندوة نظمها الائتلاف حول ضحايا الزلزال، أن الكثير من المتضررين ما زالوا يعانون من نقص المأوى والخدمات الأساسية، بينما تعاني البنية التحتية من أضرار جسيمة، حيث تواجه المناطق المتضررة تحديات جمة لإعادة الإعمار والتنمية. ولفت هؤلاء إلى أن الأسر تعيش في الخيام في ظروف تصل فيها الحرارة إلى أكثر من 45 درجة، بعدما عاشت فيها خلال فترات البرد والمطر، و هذه أكبر معاناة، وفق تعبيرهم. وأشار النشطاء ذاتهم إلى أن المجتمع المدني قدم حلولا ترقيعية كالغذاء والخيام، لكن مرحلة تدخل الدولة لتوفير حلول حقيقية تستجيب لمتطلبات الساكنة شهدت جملة من الاختلالات وسوء التدبير، كما حدث خلال عملية إحصاء المتضررين، وغياب التواصل مع الضحايا والإجابة عن تساؤلاتهم. وأمام هذا الوضع، طالب المنضوون تحت ائتلاف من أجل الجبل القطاعات الوزارية المعنية بتسريع عملية البناء، معتبرين أنه "من غير المعقول أن نمضي حوالي سنة، وهناك العديد من الدواوير التي لا تعرف مصيرها فيما يتعلق بموضوع البناء، وهل ستتم في الدوار أو بعيدا عنه". وإلى جانب ذلك، طالب هؤلاء بمراقبة أسعار مواد البناء، نظرا للارتفاعات غير المقبولة التي بلغت الضعف في بعض المواد وزيادة ما بين 50 و100 درهم في مواد أخرى. ومن جهتهم، دعا أبناء المناطق المنكوبة جراء الزلزال المدمر ل 8 شتنبر 2023 السلطات إلى إعادة عمليات إحصاء المتضررين، باعتبار أن هناك إقصاء واسعا في الحصول على الدعم طال عددا من الأسر والعائلات. وإضافة إليه، طالب هؤلاء بتمديد مدة استفادة المتضررين من الدعم الشهري المنتظر توقفه في شتنبر القادم، بحكم أن عددا كبيرا من المتضررين لم يشرعوا في بناء منازلهم بعد. ويأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الإثنين 15 يوليوز 2024، أن أزيد من 56 ألف أسرة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز استفادت من الدعم المخصص لإعادة بناء وتأهيل منازلها المتضررة بنسبة إنجاز تبلغ 95 بالمائة. وأفاد رئيس الحكومة في عرض قدمه بمجلس النواب حول موضوع "سياسة التعمير والسكنى وأثرها على الدينامية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والمجالية"، أن عدد رخص البناء الممنوحة للأسر المستهدفة بلغ أزيد من 53 ألف رخصة بنسبة 90 بالمائة من الساكنة التي تم إحصاؤها، بكل من أقاليم الحوز، وشيشاوة، ومراكش، وتارودانت، وأزيلال وورزازات. وأشار رئيس الحكومة إلى أن التدابير المتخذة لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء زلزال الحوز، باعتباره حدثا استثنائيا شهدته المملكة، تطلب تعبئة استثنائية لجميع القطاعات المعنية خلف الملك محمد السادس، من أجل تجاوز مخلفات هذه الفاجعة الطبيعية والمساهمة في استرجاع شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لفائدة الأسر بالمناطق المتضررة.