انتقد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الذين يهاجمون حزبه بمبرر أنه ليس له الحق في مناصرة القضية الفلسطينية تحت ذريعة توقيعه على اتفاق التطبيع، مشيرا أن الحزب لا ينتظر الاعتراف من أحد أنه حسن السلوك، وهو يناصر القضية الفلسطينية لوجه الله، ولأنها مسؤوليته أمام الله وأمام التاريخ، ولأنها مسؤوليته أمام أمته وشعبه ودولته. وأشار في مؤتمر تضامني نظمه حزبه بالدار البيضاء، اليوم السبت، تخليدا لعملية طوفان الأقصى، أنه لو كان هناك عداد لأظهر أن حزب "العدالة والتنمية" هو الأول في الساحة لمناصرة القضية الفلسطينية منذ عملية طوفان الأقصى، في كل مدن المغرب سواء في مختلف المظاهرات والفعاليات التضامنية.
وأضاف " الناس الذين يريدون تصفية الحسابات مع حزب العدالة والتنمية لأنه ذات يوم أمينه العام قام بعمل ما لم يستوعبه أحد ولم يتفق معه أحد، فإنهم يضيعون وقتهم لأن الإخوان في المقاومة الفلسطينية يعرفون جيدا العدالة والتنمية في مختلف طوائفهم، ويعرفون من يستدعون لمختلف ملتقياتهم، ويعرفون من يساندهم ماديا ومعنويا". وأكد بنكيران أن حزب "العدالة والتنمية" لم يكن أبدا مع التطبيع ولن يكون معه أبدا وسبق له أن اعتذر عليه، ومن عليه أن يعتذر إذا رغب في ذلك هو سعد الدين العثماني لأنه قام بما قام تحت ظروف لا يعملها إلا هو، مضيفا "البيجيدي لا يبيع بالقضية الفلسطينية ولا يشتري، وهي تجري في دمائنا، ولو كان من الممكن أن نساهم بدمائنا لساهمنا بها". وتابع " المغاربة متعاطفون مع إخوانهم الفلسطينيين وروحهم وقلبهم مع القضية الفلسطينية لكن كل ما قمنا به لا يرتقي لما تستحقه القضية الفلسطينية، خاصة عندما يكون هناك كلام يروج في هذا الوطن العزيز ينقص من حماسة الشعب المغربي". واستغرب بنكيران من الهجوم على حماس بعد عملية السابع من أكتوبر وتحميلها تبعاتها، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لم تبدأ في 7 أكتوبر بل منذ سنة 1948 عندما دخلت عصابات صهيونية إرهابية إلى الأراضي الفلسطينية، مشيرا أن الملك محمد الخامس أطلق لحيته حزنا لما جرى في فلسطين، وكان الشعب المغربي حينها يتنافس لإظهار مساندته لإخوانه في فلسطين، ويذهب رجال منه ليقاوموا مع الفلسطينيين. ولفت إلى أن الملك الحسن الثاني أحدث ضريبة لدعم فلسطين، فمن يريد شراء السجائر يدفع معها ضريبة تذهب لصالح الشعب الفلسطيني، ومن يريد الدخول للسينما يدفع ضريبة يذهب ريعها لفلسطين، مسجلا أن بعضا من هذه الأموال لازالت موجودة في الخزينة إلى الآن، ويجب أن تذهب للمقاومة الفلسطينية. وتحدث بنكيران أيضا عن إرسال الملك الحسن الثاني لقوات مغربية لتقاتل الصهاينة في الجولان وسيناء وللدفاع عن فلسطين وتحرير الأرض، ولازالت مقابرهم موجودة هناك، متسائلا أين نحن اليوم من هذا؟. وشدد على أن إسرائيل ذاهبة إلى تهجير سكان غزة وإبعادهم نحو سيناء، وإخراج سكان الضفة الغربية ودفعهم إلى الأردن، وإخراج سكان 48 ودفعهم إلى لبنان والتوسع بعد ذلك حتى الوصول إلى دولة من نهر إلى النهر. ورفض بنكيران انتقاد سياسة الدولة مشيرا أن السياسة الرسمية لها ظروف، داعيا إلى التركيز على خلق دينامية في صفوف الشعب المغربي ليواصل دعم القضية الفلسطينية. واعتبر أن السياسة الرسمية للدولة عندما ترى أن الشارع المغربي يتحرك حقيقة ستوقف التطبيع، مبرزا أن هذا وقع في عهد الملك محمد السادس سنة 2000.