قال عبد العلي حامي الدين القيادي في حزب "العدالة والتنمية" إن التطبيع مع إسرائيل سقط بشكل لا لبس فيه بعد عملية طوفان الأقصى، وما لحقها من جرائم دموية يقترفها الجيش الإسرائيلي بغزة. واعتبر حامي الدين في ندوة نظمتها شبيبة "البيجيدي" نهاية الأسبوع بفاس، أنه لا يمكن أن تستمر أي علاقات مع دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد إنسانية، وتقصف المستشفيات والمعابر وشاحنات المساعدات وتقطع الماء والكهرباء والغذاء عن الساكنة المحاصرة.
وأكد أن التطبيع ساقط لأن المغاربة خرجوا في مسيرات مليونية يطالبون بوقف التطبيع، ويعلنون أنهم يريدون إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي. ودعا إلى الاعتراف بالتقصير في حق فلسطين لمدة طويلة، كعرب ومسلمين، "حيث كنا منهزمين نفسيا تجاه الوضع بفلسطين وهيمنة الاحتلال عليها، بما دفع إلى خلق علاقات تطبيعية مع عدد من الأنظمة، وعمل الاحتلال على تصفية القضية الفلسطينية". وسجل حامي الدين أن عملية طوفان الأقصى ساهمت وأعادت طرح القضية الفلسطينية على المستوى العالم في إطارها الصحيح، وهو أن القضية لم تبدأ منذ 7 أكتوبر، بل إننا أمام شعب عانى من احتلال إسرائيلي لمدة تزيد عن 75 سنة، ولأكثر من 100 إن أضفنا لها الانتداب البريطاني. وشدد على أن إسرائيل فاشلة في الحرب، ولم تنجح سوى في قتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وقصف المستشفيات ودور العبادة وغيرها، مشيرا أن مشاهد الدمار والتقتيل أيقظت الرأي العام العالمي، وحاصرت إسرائيل والإدارات الغربية الداعمة لها. يذكر أن إتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني تم توقيعها نهاية عام 2020 في عهد حكومة حزب "العدالة والتنمية"، ووقعها عن الجانب المغربي الرسمي رئيس الحكومة آنذاك سعد الدين العثماني الذي كان يرأس في نفس الوقت الأمانة العامة لحزبه، ودافعت عنها قيادة الحزب بزعامة عبد الإله بنكيران الأمين العام الحالي لنفس الحزب.