قال أحد مؤسسي "التجمع الصحراوي الديمقراطي" إن هذا الحزب يعتزم طرح نفسه بديلا ديمقراطيا عن "البوليساريو" في ظل "فقدان الأمل وانعدام الديمقراطية". وأشار صلاح خطري، أحد مؤسسي الحزب والناطق باسمه، إلى أن أهداف هذه الهيئة ترمي إلى تمكين الصحراويين من اختيار ممثليهم بحرية. إلى ذلك، أكد خطري ، خلال ندوة صحفية الجمعة 25 مارس بالعاصمة الفرنسية باريس، أن الحزب الجديد يدعم "حلا سياسيا متوافقا بشأنه لقضية الصحراء، يراعي مصالح منطقتنا المغاربية". وأوضح هذا الفاعل الجمعوي، المنحدر من مخيمات تندوف والمقيم في شمال فرنسا، أن التجمع الصحراوي الديمقراطي، الذي قام بنشر إعلان للمبادئ في الثاني من فبراير الماضي، في سياق الثورات الشعبية التي يعرفها العالم العربي، يناضل أساسا من أجل إرساء الديمقراطية بمخيمات الحمادة. وقال إن هذا التشكيل السياسي، الذي قام بتأسيسه شباب يائس أمام "عجز جبهة البوليساريو عن الخروج من المأزق". وأضاف "نشكل جزءا من الحل السياسي والاجتماعي بالنسبة للصحراويين"، مشددا على أن حل نزاع الصحراء "يمر عبر الديمقراطية". وأردف "لقد وضعنا ثقتنا في (البوليساريو) منذ 35 سنة، واليوم نعتقد بأنه لا يمثلنا"، مشيرا إلى أن "البوليساريو على وشك أن يصبح مشكلة بالنسبة للصحراويين". وأضاف أن البوليساريو أضحى أكثر فأكثر عامل اضطراب وطني ودولي يعمق حالة الجمود، في إشارة إلى المأزق الذي يضع فيه المفاوضات الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة. وعلى المستوى الداخلي أكد خطري أن "البوليساريو أقام سلطته على أساس ممارسات تمييزية، عشائرية وقبلية"، منبها إلى "التوترات والإهانات التي يتعرض لها الصحراويون يوميا داخل المخيمات". ويعتزم التجمع الصحراوي الديمقراطي، الذي يضم صحراويين من مشارب وحساسيات مختلفة ويتوفر على لجن سرية في كافة "الولايات" بالمخيمات وعلى متعاطفين في خمس دول أوروبية، وكذا بموريتانيا والمغرب، "محاربة ممارسات البوليساريو الموروثة عن زمن آخر، وإقامة ديمقراطية حقيقية". ويرى خطري أن إقامة نظام ديمقراطي في المخيمات يمر عبر "الحق في المشاركة في الانتخابات، والحق في التعليم والصحة والثقافة، والأخذ بالاعتبار حق الأقليات وضمان المساواة في الحقوق لجميع الصحراويين، واحترام الحريات". وأكد أن النهج الذي يتبعه الحزب يقوم على "نشر أفكاره، دون التأثر بالانقسامات الموروثة من الماضي". وجاء في إعلان المبادئ الخاص بالحزب أن التجمع الصحراوي الديمقراطي "يضم دون تمييز، وفي إطار ديمقراطي،جميع أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكذا كافة التوجهات السياسية والاجتماعية التي تتخذ من الديمقراطية نموذجا وأساسا للسلطة". ويهدف الحزب، حسب هذه المبادئ، إلى الدفاع عن اختيار الصحراويين "الذين يحترمون قرارات المؤسسات والتمثيليات الدولية وخاصة من أجل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي ومتوافق بشأنه، يأخذ بالاعتبار مصالح منطقتنا المغاربية". وكشف خطري، أنه ستتم الدعوة إلى عقد مؤتمر أول للحزب بمخيمات تندوف ما بين نونبر ودجنبر المقبلين وذلك من أجل وضعه هياكله التنظيمية. --- تعليق الصورة: من مخيمات تندوف