غادر محمد إبراهيمي الملقب ب"موفو"، صباح اليوم الاثنين، السجن المحلي ببوعرفة بعد قضائه ثمانية أشهر حبسا نافذا، على خلفية مشاركته في احتجاجات ساكنة فجيج ضد خوصصة الماء. "موفو" الذي يعتبر "دينامو" حراك فجيج المستمر منذ حوالي سنة، غادر أسوار السجن بعدما قضى عقوبته الحبسية إثر إدانته بعدة تهم على رأسها إهانة موظف عمومي، والتحريض على جنح وجنايات دون أن يكون لها مفعول والمساهمة في مظاهرة غير مرخص لها، وذلك بعد تقديم باشا المدينة شكاية ضده.
وقد أدين "موفو" ابتدائيا بثلاثة أشهر نافذة، قبل أن ترفع محكمة الاستئناف إلى ثمانية أشهر، مع إدانة الناشطة حليمة زايد على خلفية ذات الاحتجاجات بستة أشهر موقوفة التنفيذ، في حكم خلف استنكارا واسعا من عدة نشطاء وهيئات سياسية وحقوقية ونقابية، اعتبرت الإدانة قاسية، وطالبت بالإنصات لمطالب المحتجين بدل الجنوح نحو المقاربة القمعية. وعلى مدى حوالي سنة، تتواصل الاحتجاجات في فجيج، وآخرها يوم الجمعة الماضي، حيث أعلن المحتجون سحب الثقة من مجلس الجماعة ورئيسه، مؤكدين أنه وبعد الانتخابات الجزئية الأخيرة التي أوصلت نشطاء الحراك إلى الجماعة، بسط الحراك أيديه للمجلس من أجل فتح صفحة جديدة، لكن الرئيس المدعوم من السلطة رفض، وبقيت مبادرة اليد الممدودة دون تجاوب. وتعبر الساكنة عن رفضها القاطع لاستيلاء شركة خاصة (شركة الشرق للتوزيع) على تدبير المياه بالمدينة، وبيعه للساكنة، معتبرة أنه لا يعقل أن يخرق نظام التدبير المائي بالواحة المتوارث عبر مئات السنين بطريقة غير قانونية ولا دستورية، ودون إشراك الساكنة في اتخاذ القرار، ودون مراعاة الخصوصيات المحلية لفكيك.