تعد محطة تحلية مياه البحر، الواقعة بإقليم اشتوكة أيت باها، منشأة بنيوية واستراتيجية تهدف إلى التخفيف من حدة الإجهاد المائي ومواجهة النقص الحاد في الموارد المائية على مستوى الحوض المائي لسوس ماسة. وبتكلفة إجمالية تصل إلى 4.41 مليار درهم، منها 2.35 مليار درهم مخصصة لمكون الري، و 2.06 مليار درهم مخصصة لمياه الشرب، يروم هذا المشروع الكبير، الأول من نوعه في إفريقيا، سد العجز المائي وإنتاج موارد مائية جديدة.
ويمكن هذا المشروع، الذي تم إنجازه بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من تأمين سقي مساحة تصل إلى 15 ألف هكتار في سهل اشتوكة عن طريق تحلية مياه البحر بدلا من المياه الباطنية، وتستفيد منه 1500 ضيعة فلاحية. كما تعمل هذه المنشأة الهيدروليكية على إنتاج 275 ألف متر مكعب في اليوم من المياه المحلاة، والتي يتم تقاسمها بالتساوي بين مياه الشرب ومياه الري، حيث تساهم في الحفاظ على النشاط الفلاحي الذي تتميز به الجهة، خاصة المزروعات ذات القيمة المضافة العالية. وقال رئيس قسم الاستغلال بالمديرية الجهوية للجنوب للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الماء، خالد بلفردة، أن هذه المحطة الأولى من نوعها بإفريقيا، تلبي حاجيات أكادير الكبير (أكادير إداوتنان وإنزكان آيت ملول) من الماء الصالح للشرب، علاوة على توفير كميات كبيرة من المياه لسقي المزروعات ذات القيمة العالية بسهل اشتوكة. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تشغيل محطة التحلية هذه يمكن من إنتاج 275 ألف متر مكعب/ يوم، بمعدل تدفق قدره 150 ألف متر مكعب / يوم من الماء الصالح للشرب و 125 ألف م3 / يوم من مياه الري. وأبرز السيد بلفردة أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بصدد دراسة مشروع توسيع المحطة لزيادة طاقتها من 275 ألف م3 / يوم حاليا، إلى 400 ألف م3 / يوم بحلول عام 2026.