تتسع رقعة المدن التي تعيش على وقع الانقطاع اليومي في الماء الصالح للشرب، بسبب أزمة الماء التي يمر منها المغرب، واقترابه من الحد المطلق لندرة المياه، وهو ما يدفع المواطنين إلى الخروج في احتجاجات بعدة مناطق. وعلى غرار عدة مدن، وعلى رأسها سطات، بات الانقطاع اليومي في الماء الصالح للشرب، يخيم على ساكنة مدينتي الدروة وأولاد عبو بجهة الدارالبيضاء.
وأفادت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء للشاوية أنه وعلى إثر وضعية الاجهاد المائي التي تعرفها البلاد والنقص الحاد لهذه المادة الحيوية، فإن صبيب الماء سينقطع يوميا بمدينتي الدروة و أولاد عبو، وذلك ابتداءا من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى السادسة صباحا. وتتعالى الأصوات الرسمية وغير الرسمية الداعية إلى ضرورة الحفاظ على هذه المادة الحيوية و ترشيد استعمالها في كافة النشاطات اليومية، مع الضرب بيد من حديد على كل التجاوزات المتعلقة بالماء. وتشهد عدة جماعات بالوسط الحضري والقروي خروج المواطنين في احتجاجات تطالب بالحق في الماء، وتشكو العطش، وتدعو السلطات المعنية إلى توفير هذه المادة الأساسية للحياة، بمختلف الطرق. وعلى غرار تيفلت وميدلت ومدن وقرى أخرى في الأيام الماضية، خرج اليوم الخميس، مواطنون بجماعة الولجة التابعة لإقليم تاونات في مسيرة احتجاجية على الدواب نحو عمالة تاونات للمطالبة بحقهم في الماء. وامتطى المحتجون دوابهم محملين بقارورات الماء الفارغة في اتجاه العمالة، قبل أن تتدخل السلطات المحلية وتفاوضهم وتقدم لهم الوعود بحل المشكل، ما دفعهم لوقف المسيرة. واشتكى المحتجون من معاناتهم اليومية مع الماء، في الوقت الذي لا يسمع أحد لشكواهم، ولا يحرك المسؤولون ساكنا لتوفير ما يكفيهم وأسرهم من الماء، وهو الذين يعيشون في شيه عزلة بسبب غياب الطرق. وإضافة إلى العطش والانقطاعات المتكررة، تشكو ساكنة عدة مناطق من تغير لون وطعم الماء، ما يثير مخاوف من مدى احترام معايير الجودة في الماء الذي يتم تزويد صنابير المنازل به. وخلال الأيام الماضية، حذر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش من أن عدة أحياء يتم تزويدها بماء بطعم ورائحة تثير الخوف في وسط الساكنة خاصة مع انتشار الأمراض التي يتم إرجاعها لهذا الماء، وهو نفس الأمر في سطات حيث حذر مستشاران عن فيدرالية اليسار من تردي جودة الماء.