قال عالم أسترالي إن أسماك القرش تساعد على خفض معدلات ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم، عن طريق التهام السلاحف البحرية وغيرها من الكائنات البحرية التي تستهلك أعشاب البحر الغنية بالكربون. وقام عالم البيئة البحرية بيتر ماكريدي بجامعة ديكين في بملبورن بدراسة التأثير الواقع على أعشاب البحر في خليج القرش بغربي أستراليا، بعد تنفيذ برنامج محلي مكثف للتخلص من أسماك القرش خوفا من مهاجمتها الأشخاص الذين يقومون بالسباحة. وأشارت الدراسة إلى أن تقليص عدد أسماك القرش يعني زيادة أعداد السلاحف البحرية والتي تعد طعامها الطبيعي، بينما يكون الطعام المفضل لهذه السلاحف هو أعشاب البحر. وأوضح ماكريدي في بيان صادر عن الجامعة " إن أعشاب البحر تخزن احتياطيات ضخمة من الكربون داخل الرواسب التي تنمو وسطها، وعند استهلاك مزيد من أعشاب البحر يتم إطلاق الكربون المخزون، بحيث يمكن أن ينبعث إلى الغلاف الجوي المحيط بالأرض مما يسهم في تسارع معدلات التغيير المناخي ". وأشار ماكريدي إلى أن الأهوار مثل المستنقعات والبرك إلى جانب أعشاب البحر يمكنها تخزين ودفن الكربون بمعدل يزيد في سرعته أربعين مرة عن الأشجار، كما يمكنها الاحتفاظ بالكربون مدفونا لآلاف السنين في حالة عدم حدوث ما يعكر صفوه، ويعرف هذا النظام باسم النظام البيئي للكربون الأزرق والذي يعني الكربون المخزون داخل المحيطات. وولتوضيح وجهة نظره صرح ماكريدي لشبكة (أيه.بي.سي) التليفزيونية اليوم قائلا " إذا فقدنا ما نسبته 1% من النظام البيئي للكربون الأزرق فإن ذلك يعادل إطلاق 450 مليون طن من الكربون سنويا، أي ما يماثل انبعاثات عوادم 97 مليون سيارة، أو الانبعاثات الكربونية السنوية من أستراليا بأكملها ". وتم نشر دراسة ماكريدي اليوم في دورية "جورنال نيتشر كلايمت" . وجاء اكتشاف ماكريدي في وقت اجتمع فيه 70 من خبراء أسماك القرش من جميع أنحاء العالم في سيدني لدراسة سبل منع هجمات القروش على طول ساحل ولاية نيو ساوث ويلز الذي يبلغ طوله 2000 كيلومتر، بما في ذلك نحو عشر إصابات وحادثين أفضيا إلى الوفاة خلال الأشهر ال 12 الماضية. وقال البروفسور داريل ماكفي من جامعة بوند أمام الاجتماع إنه " ليس ثمة رصاصة سحرية "، ويتطلع البروفسور إلى إقامة سياج كهربائي غير قاتل يردع أسماك القرش و الراي اللساع التي يجري تعقبها في جنوب أفريقيا. بينما قال الدكتور فيك بيديمورس عالم الابحاث البارز بالحكومة الأسترالية للصحفيين "لن نقوم بوضع أجهزة داخل المياه لمجرد تهدئة مخاوف الناس، ولكننا سنقوم باستخدام التكنولوجيا في المياه عندما نقتنع بأنها ستنجح وتمنع الهجمات المحتملة لأسماك القرش ".