عبر العديد من معتقلي الرأي المفرج عنهم مساء أمس الاثنين بعفو ملكي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش، عن فرحهم بنيل الحرية ومغادرة السجون التي قبع فيها بعضهم لعدة سنوات، في قضايا خلفت استنكارا واسعا، وطنيا ودوليا، بسبب الانتهاكات التي شابتها. وأعرب المشمولون بالعفو، سواء المعتقلين منهم أو الذين هم في حالة سراح، عن تقديرهم لهذه الخطوة، وعبروا عن آمالهم في أن تطال هذه المبادرة باقي المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، من أجل مغرب ديمقراطي يتسع للجميع.
وقال الصحافي عمر الراضي، عقب مغادرته للسجن "يجب الاعتراف بهذه الخطوة.. أشكر كل من تدخل وساهم من بعيد أو قريب في تحقيق هذه الخطوة في اتجاه الإفراج عن المعتقلين". وأضاف الراضي "هذا الإفراج يجب أن يشمل باقي المعتقلين في نفس هذه القضايا من أجل أن يكون الدخول السياسي الجديد بروح ودماء جديدة، ومن أجل دولة تتسع لجميع الآراء، وأظن أن هذه خطوة في اتجاه تحقيق هذه المسألة "، وزاد قائلا "كانت هناك بوادر ومؤشرات للإفراج، وبأن هناك رغبة في المرور لمرحلة أخرى، والأمل أن ملف الريف ينتهي بشكل نهائي". الصحافي توفيق بوعشرين الذي بدت السعادة غامرة على محياه بعد مغادرة الزنزانة، قابل المهنئين على باب السجن بروح الدعابة، وطلب من الصحافيين تركه يذهب ويبتعد عن باب السجن قائلا "خليونا نمشيو راحنا مزالين فباب الحبس.. واش بغيتونا عاود نرجعوا". وعبر بوعشرين عن شكره لكل المتضامنين معه ولزوجته وأبنائه والعائلة وهيئة المحامين وللملك على "العفو الكريم"، وصرح "اعتذاري لكل من تضرر من هذا الملف من قريب أو بعيد… أتمنى أن نعيش جميعا في مغرب في كنف الحرية وتحت سقف القانون". وإلى جانب بوعشرين، بدت السعادة غامرة على وجه الصحافي سليمان الريسوني، الذي تقاسم مع المتضامنين ترديد بعض الشعارات من قبيل "صحافي وراسي مرفوع ما مشري ما مبيوع"، وهي ذات الفرحة التي بدت على وجوه باقي المفرج عنهم، أمثال يوسف الحيرش، والناشط رضا الطاوجني الذي أكد أن "التجربة كانت صعبة"، وأعرب عن فرحه بالاستجابة لطلب العفو الذي تقدم به. وفي الجهة المقابلة، عبر نشطاء وصحافيون آخرون كانوا في حالة سراح خارج أسوار السجن، عن سعادتهم لزملائهم، معربين عن أملهم في أن يتم إغلاق باب الاعتقال السياسي والاعتقال على خلفية الرأي، وفتح الباب نحو ديمقراطية مغربية حقيقية. وكتب المؤرخ والحقوقي معطي منجب المستفيد من العفو "هنيئا لكل معتقلي الرأي الذين أطلق سراحهم: عمر الراضي، سعيدة العلمي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين ويوسف الحيرش وياسين الثوار و عبد الرحمان زنكاض.. ولا يمكن أن أذكر كل الأسماء، كما لا يمكن ان أنسى من هم لازالوا وراء القضبان؛ ناصر الزفزافي ومحمد زيان ونبيل احمجيق ومحمد جلول وغيرهم كثير". وأضاف منجب في تدوينة له "شكرا لكل من ناضل من أجل إطلاق سراحهم وشكرا كذلك لمن عمل من داخل الدولة لتصبح هاته المبادرة المنتظرة منذ شهور واقعا يفتح باب الأمل نحو ديمقراطية مغربية حقيقية.. وهنيئا كذلك لكل العائلات التي فرحت بتحرير أبنائها". من جهته، دون الصحافي عماد ستيتو على حسابه بفيسبوك "زملائي المسجونون أحرار أخيرا.. ومعهم الكثير من الأحرار مسجونين أو مغادرين للبلاد قسريا من كافة الحساسيات والتعبيرات الوطنية المختلفة في قضايا التعبير والرأي.. تنفيس وتصحيح إيجابي كانت تحتاجه البلاد والوطن وجاء في وقته". وأضاف الصحافي الذي شمله العفو أيضا "نأمل بطي ملف معتقلي حراك الريف قريبا و باقي الملفات وأن ننصرف نحن و المغرب معا إلى أشياء أهم حتى باختلافات مواقعنا وتقديرنا… سعيد كذلك لعائلتي – خصوصا والدتي- التي قاست وعانت الكثير خلال هذه السنوات الطويلة والثقيلة بسبب هذا الكابوس.. شكري وامتناني كبير لكل من وقف معنا وساندنا في هذه المحنة في الداخل و الخارج…". وبعد الإفراج عن المعتقلين، وتضمن لائحة العفو اسمه، كتب الصحافي عبد الصمد آيت عيشة "خاطر مبعثر، شعور غريب، فرحة كبيرة، بعد قرار إطلاق الصحفيين المستقلين عمر الراضي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين، والنشطاء سعيدة العلمي والحيرش ...، لحظة تاريخية دفعتني للتدوين على حائطي المهجور لأكثر من 8 أشهر، بعد قرابة 9 سنوات من المتابعات..". وأضاف "هناك بلابل أخرى في القفص.. هناك أمل في الأفق.. الحرية للبقية. شكرا لكل من راسل أو اتصل ولكل من فرح لأجل وطن يسكننا ونسكنه".