غادر مساء اليوم الاثنين، 29 يوليوز 2024، الصحافيون توفيق بوعشرين، المدير السابق ليومية "أخبار اليوم"، وسليمان الريسوني رئيس تحرير الجريدة قبل اعتقاله، وعمر الراضي، أسوار السجن، بعد قضائهم لعقوبات متفاوتة المدة، بعدما شملهم عفو ملكي بمناسبة مرور 25 سنة على اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية. وغادر توفيق بوعشرين المدير السابق ليومية أخبار اليوم، المحكوم ب15 سنة سجنا نافذا سنة 2019، بعدما حكم عليه في المرحلة الابتدائية ب12 سنة سجنا نافذا، سجن العرجات2 بسلا مساء يومه الاثنين، بابتسامة تكسو ملامحه، وذلك بعد قضائه لحوالي سبع سنوات سجنا بتهم "الاتجار بالبشر، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير". وفي الجهة الأخرى بمدينة الدارالبيضاء، غادر سليمان الريسوني رئيس تحرير يومية أخبار اليوم السابق، رافعا شارة النصر وشعارات رفقة رفاقه بقوله: "ما مشري ما مبيوع.. صحافي وراسي مرفوع"، وذلك بعد قضائه حوالي أربع سنوات من محكوميته البالغة خمس سنوات، بتهمة "هتك عرض شخص باستعمال العنف والاحتجاز". وتمسك الريسوني طوال جلسات محاكمته، ببراءته من التهم المنسوبة إليه، كما خاض إضرابات عن الطعام لعدة أسابيع خلال الأشهر الأولى من اعتقاله. ومن سجن تيفلت، غادر قبل لحظات، الصحافي عمر الراضي وهو يلتحف الكوفية الفلسطينية ويعانق والدته، وذلك بعدما قضى حوالي أربع سنوات حبسا، بعدما أدين بست سنوات سجنا نافذا " بتهمتي التجسس والاغتصاب، سنة 2021′′. ورحب نشطاء حقوقيون بقرار الملك محمد السادس القاضي بالإفراج عن صحافيين ومدونين أدينوا في وقت سابق، ويتعلق الأمر بكل من توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، إضافة إلى الناشطين رضا الطاوجني ويوسف الحيرش. وأصدر الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة 2024 ميلادية، أمره بالعفو على مجموعة من الأشخاص المعتقلين والموجودين في حالة سراح، والمحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة وعددهم 2476 شخصا. وفي هذا السياق، اعتبر ادريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في تصريح لجريدة "العمق"، قرار العفو خطوة جد إيجابية وفي المسار الصحيح والتي كانت مطلب العديد من الجمعيات الحقوقية خاصة بعد إصدار لجنة الاعتقال التعسفي توصيات حول إطلاق سراح بعض الصحافيين. من جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي عفو الملك عن صحافيين ومدونين خطوة إنسانية، وكتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ملك الإنسانية، عفو ملكي نبيل على صحفيين وحقوقيين". من جانبه، قال محمد رشيد الشريعي، رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، إن جمعيته تلقت خبر العفو عن الأسماء سالفة الذكر ب"فرح كبير"، معربا عن ارتياحه عن هذا الانفراج، آملا في الوقت نفسه أن يشمل في القريب العاجل نشطاء الريف ومعتقلي الرأي. وقال الشريعي إن هذا العفو، الذي يأتي بمناسبة مرور 25 سنة من حكم الملك محمد السادس، يترجم أمل المغاربة في وطن يسع الجميع من خلال الانفراج الحقيقي على جميع المستويات، يمكن من بناء دولة الحق والقانون، ومساءلة الفاسدين وناهبي المال العام دون حسيب ولارقيب، وفق تعبيره. وعبر المتحدث ذاته، عن أمله في طي ملف الاعتقال السياسي، والعمل على معالجة كل القضايا العالقة والمرتبطة بما هو اجتماعي واقتصادي وحقوقي بمزيد من البرامج الناجعة عوض المقاربة الأمنية، يضيف الشريعي.