العفو الملكي على هاجر الريسوني، الصحافية بجريدة “أخبار اليوم”، وخطيبها، والطاقم الطبي المعتقل في هذه القضية، جاء بعد الأحكام القاسية الصادرة في حقهم في المرحلة الابتدائية، ليحفظ صورة المغرب الحقوقية على المستوى الدولي التي تضررت في السنوات الأخيرة بقضايا وأحكام مثيرة للجدل كان يمكن تجنبها. هذا ما كشف عنه التفاعل الدولي مع قرار الملك محمد السادس، في مبادرة إنسانية لقيت استحسان الجميع. وبعد تأكيد بلاغ لوزارة العدل أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أصدر عفوه الكريم على الآنسة هاجر الريسوني التي صدر في حقها حكم بالحبس، والتي ما تزال موضوع متابعة قضائية”، كتبت وكالة الأنباء الإسبانية بالبنط العريض، نقلته عنها الكثير من المواقع الإعلامية الدولية قائلة: “ارتياح في المغرب بسبب العفو على صحافية مدانة بالإجهاض”. وتابعت أن “محامين وصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان بالمغرب عبروا عن رضاهم عن عفو الملك محمد السادس اليوم، عن الصحافية هاجر الريسوني وخطيبها، المحكومين بسنة سجنا نافذة بتهم الإجهاض والعلاقات الجنسية خارج الزواج”. وأضافت أنه “مباشر بعد كشف الخبر، انتشر انتشار النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت، أيضا، صور الصحافية الشابة وهي تغادر سجن “العرجات” بسلا، وهي تتلقى الورود من زملائها وأقاربها”. من جهتها، قالت صحيفة “إلباييس” واسعة الانتشار إن “ملك المغرب يعفو عن صحافية معتقلة بسبب الإجهاض”، مذكرة، كذلك، بأن العفو الملكي شمل، أيضا، خطيبها والطاقم الطبي. وذكرت بأن العفو الملكي “يندرج في إطار الرأفة والرحمة المشهود بها للملك، وحرص جلالته على الحفاظ على مستقبل الخطيبين اللذين كانا يعتزمان تكوين أسرة طبقا للشرع والقانون، رغم الخطأ الذي قد يكونا ارتكباه، والذي أدى إلى المتابعة القضائية”. وعادت الصحيفة لتؤكد أن هاجر الريسوني “تشتغل في “أخبار اليوم”، وهي واحدة من المنابر القليلة المنتقدة لسياسية الدولة”، موضحة، كذلك، أن “مدير ومالك الجريدة، توفيق بوعشرين، يقبع في السجن منذ فبراير 2018 والمحكوم ب12 سنة سجنا نافذا بعدما وجهت له تهم عدة ذات طابع جنسي”. أما وكالة الأنباء الفرنسية فقالت إن “العاهل المغربي محمد السادس أصدر عفوا عن الصحافية هاجر الريسوني استفاد منه، أيضا، خطيبها المحكوم عليه، كذلك، بالسجن سنة واحدة، بالإضافة إلى طبيبها الذي حكم عليه بالسجن عامين”. وأبرزت أن قرار الملك “خلف ارتياحا بعد جدل محتدم لأسابيع حول الحريات الفردية و”استهداف” الأصوات المنتقدة”. واستطردت قائلة “وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي نبأ العفو الملكي بمجرد صدوره مع تعليقات تعبر عن البهجة والارتياح والتوجه بالشكر للملك، بينما شددت ردود أفعال أخرى على ضرورة مواصلة النضال دفاعا عن الحريات الفردية”. عربيا، عنونت صحيفة “القدس العربي” قائلة: “فرحة عارمة في المغرب بعد العفو عن إحدى الصحافيات”، إذ “أبدى عدد من الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين المغاربة، فرحتهم بعد العفو عن الصحافية هاجر الريسوني، بعد إدانتها بقضية "إجهاض”، وفق المصدر ذاته. فيما أشارت صحيفة “العربي الجديد” إلى “الترحيب بالعفو الملكي عن الصحافية المغربية هاجر الريسوني”. وتابعت “أن أجواء الارتياح والترحيب سادت مواقع التواصل الاجتماعي والجسم الصحافي المغربي إثر العفو الملكي، الذي صدر في حق الصحافية المغربية، هاجر الريسوني. واعتبر المعلقون أن هذا القرار هو الصحيح، وأنه أنهى القضية بالطريقة العاقلة”.