أثارت لوحات فنية مستوحات من الكتاب المقدس، الإنجيل القديم والجديد، تساؤلات الكثير من رواد المواقع الاجتماعي المسيحيين، الذين رؤوا فيها استدعاء لرموز وأيقونات لها حمولات ثقافية ودينية في الديانتين اليهودية والمسيحية. وذهب بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة المسيحيين الكاثوليك، إلى اعتبار بعض اللوحات استفزازا لمشاعرهم الدينية، وتجديفا بمقدساتهم.
ومن بين اللقطات التي أثارت انتقادات المعلقين لقطة العجل الذهبي ولوحة العشاء الأخير، ومقطع الحصان الشاحب، وكل هذه الموز لها دلالات في الفكر والمعتقدات المسيحية واليهودية. ولخص أحد المعلقين هذه اللوحات الثلاثة في التعليق التالي: "كان حفل افتتاح الألعاب الأولمبية شيطانيًا بشكل صارخ. عجل ذهبي. استهزاء بالعشاء الأخير مع ملكات السحب. إشارة إلى الاعتداء الجنسي على الأطفال مع طفل صغير في رقصة ملكات السحب الجنسية. الناس يرقصون ويموتون فجأة. والحصان الشاحب لنهاية العالم الذي يجلب الموت". العجل الذهبي كان لافتا للانتباه وجود تمثال ضخم لثور أقرن بلون ذهبي فوق المنصة الرئيسية إلى جانب شعار الأولمبياد الذي ترمز إليه الدوائر الخمس، وهي نفس المنصة التي رفع فوقها علم الأولمبياد. وكتبت إحدى رواد مواقع التوصل الإجتماعي: "إنه أمر مسيء للغاية، وغير لائق على الإطلاق، وفوضوي، ولم يشرح أحد حتى الآن سبب وجود صنم لبعل – العجل/الثور الذهبي. لقد شاهدت كل الألعاب الأوليمبية ولم أجد مكانًا للثور. هل هناك من يفهم؟". Worshipping a GOLDEN CALF in the Olympics opening ceremony. When Moses was away for too long, the Israelites asked Aaron to make them a new god. He took their golden earrings and made a golden calf from them. Imagine the influence! pic.twitter.com/yudrlu75aB — Dr Tariq Tramboo (@tariqtramboo) July 27, 2024 ولم يشرح المنظمون ما الهدف من وضع تمثال لعجل ذهبي على المنصة الشرفية الرئيسية للحفل، لكن معلقين ربطوا بين التمثال والعجل الذي صنعه بنو إسرائيل خلال غياب موسى، عندما صعد جبل سيناء لتلقي الألواح التي كتبت عليها الوصايا العشر. وقصة هذا العجل وردت في الإنجيل القديم والجديد كما جاءت أيضا في القرآن في سورتي طه والأعراف. ويعتقد أن فكرة العجل الذهبي مستوحاة من "عجل أبيس" في الأساطير المصرية القديمة، ويشير إلى الثور المقدس أو الثور الرب، وبما أن العبرانيين قد أتوا من مصر حيث كان يٌعبد هذا العجل فقد اتخذوه إلاها لهم في الصحراء عندما غاب عنهم موسى. وعلق أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على لوحة العجل الذهبي في حفل أولمبياد باريس "إنهم يعبدون حرفيًا عجلًا ذهبيًا في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية.. استيقظوا أيها الأوغاد". الحصان الشاحب كما أثارت استغراب المتابعين لقطة حصان معدني كان يركض فوق مياه نهر السين وعلى صهوته فارس شبح، وفسر المسيحيون الحصان بأنه يرمز إلى "الحصان الشاحب" ، وهو ما اعتبره رواد المواقع الاجتماعية المسيحيين بأنه إعادة تمثيل لشي يسمونه "الحصان الشاحب أو "pale horse"، الذي يرمز إلى "الموت أو الجحيم" في الإنجيل. If you have any doubt what is going on at the Olympics opening ceremony A single rider on a pale horse is straight out of the book of Revelation "And I looked, and behold a pale horse: and his name that sat on him was Death, and Hell followed with him. And power was given unto... pic.twitter.com/r4sIcAIwAG — Vision4theBlind (@Vision4theBlind) July 26, 2024 ووصف بعض مستخدمي الإنترنت الحصان المعدني في حفل افتتاح باريس بأنه "مشؤوم"، وعلق: "إذا كان لديك أي شك فيما يحدث في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية. إن الفارس الوحيد على حصان شاحب هو مأخوذ مباشرة من سفر الرؤيا"، ثم اقتبس من الكتاب المقدس من سفر يوحنا: "فَنَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ شَاحِبٌ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ، وَأُعْطِيَا سُلْطَانًا عَلَى رُبْعِ الأَرْضِ أَنْ يَقْتُلاَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْمَوْتِ وَبِوُحُوشِ الأَرْضِ.". العشاء الأخير لكن اللوحة لتي أثار غضب المسيحيين والمسلمين على حد سواء هي لوحة العشاء الأخير، التي تضمن لقطات ساخر ومستفزة لمشاعر المتدينين. وخلف العرض الساخر من "العشاء الأخير"، للسيد المسيح مع حوارييه قبل صلبه، موجة غضب عارمة وردود فعل عنيفة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خاصة من وسط المجتمع المسيحي، الذين رأوا في العرض "تجديفا" و"كفرا". فقد أظهر العرض ملكات السحب تقفن خلف طاولة تذكر بلوحة ليوناردو دافنشي ل "العشاء الأخير"، حيث تناول يسوع العشاء مع حوارييه، لكن اللوحة تضمنت مشاهد اعتبرها البعض "مستفزة"، حيث تم تصوير المسيح على أنه امرأة غليظة على رأسها هالة وإلى جانبها مثليين ومتحولين جنسيا، وعلى المائدة حيث يوجد الطعام جلس رجل مطلي باللون الأزرق، مع أوراق كروم فقط تغطي أعضائه التناسلية، وعلى طرف من الطاولة فتاة قاصر، ما دفع المعلقين إلى أن في ذلك تشجيع على "البيدوفيليا". انتقاد حاد في مختلف أنحاء العالم لتجسيد العشاء الأخير للسيد المسيح بواسطة متحولين جنسيا في افتتاح الأوليمبياد . مذكوره في القرآن . " إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا... pic.twitter.com/Lu86MTncd2 — أحمدصالحAhmd Saleh (@iahmedsalih) July 27, 2024 منظمو الحفل قالوا إن اللوحة ترمز إلى "الإله اليوناني ديونيسوس، إله النبيذ والاحتفال" لجعل المشاهدين "يدركون عبثية العنف بين البشر"، وينصرفون إلى اللهو واللعب. لكن معلقين مسيحيين وصفوا العرض بأنه "مجنون"، وعلق أحدهم على وسائل التواصل الاجتماعي إن المشهد يسخر من الإيمان المسيحي. والصحفي كايل بيكر على موقع "إكس" أن "أولمبياد باريس 2024 أصبحت ديستوبية تمامًا"، وأضاف: "كان حفل الافتتاح مليئًا بالسخرية من المتحولين جنسياً من العشاء الأخير، وصنم العجل الذهبي، وحتى الحصان الشاحب من سفر الرؤيا"، وختم تعليقه قائلا: "لقد أوضحت الألعاب الأولمبية أن المشاهدين المسيحيين غير مرحب بهم". The 2024 Paris Olympics has gone full Woke dystopian. The opening ceremony was filled with transgend*r mockery of the Last Supper, the Golden Calf idol, and even the Pale Horse from the Book of Revelation. The Olympics has made it clear that Christian viewers aren't welcome. pic.twitter.com/LgawyE6YRX — Kyle Becker (@kylenabecker) July 26, 2024 و"الديسوبيا" التي يشير إليها الصحفي الأمريكي في تدوينته تحيل على مفهوم "المدينة الفاسدة" نقيض "المدينة الفاضلة"، يسكنها مجتمع فاسد تسوده الفوضى ويحكمه الشر المطلق، من أبرز معالمه القتل والخراب والقمع والفقر والمرض. To all the Christians of the world who are watching the #Paris2024 ceremony and felt insulted by this drag queen parody of the Last Supper, know that it is not France that is speaking but a left-wing minority ready for any provocation. #notinmyname À tous les chrétiens du monde... pic.twitter.com/GusP2TR63u — Marion Maréchal (@MarionMarechal) July 26, 2024 وقالت عضو البرلمان الأوروبي، اليمينية المتطرفة ماريون ماريشال على موقع "إكس": "إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل #Paris2024 وشعروا بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز".