رصد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، جملة من الاختلالات التي انعكست بشكل سلبي على المناهج والبرامج والتكوينات، وذلك خلال عرضه لمضامين النموذج البيداغوجي، والهندسة اللغوية الجديدة 2015- 2030، والذي يروم إصلاح المدرسة المغربية في إطار الإنصاف والجودة والارتقاء. ضعف التمكن العرض الذي تم تقديمه خلال الثلاثاء 22شتنبر بمنتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، من طرف أعضاء المجلس، أبرز أن هذه الاختلالات همت ضعف التمكن من المعارف واللغات والكفايات والقيم، وتردد في معالجة إشكالية تعلم اللغات ولغات التدريس، وعدم تكامل المناهج والبرامج فيما بين التعليم المدرسي والتعليم العالي والتكوين المهني، وضعف الجسور فيما بينها، زد على ذلك تشت المواد الدراسية وكثافة المضامين وكثرتها، والنقص في مواكبة وإدماج البنيات الجديدة للمعرفة والابتكار، وتكنولوجياتها التربوية، وولوج محدود للتعلم عبر هذه التكنولوجيات. وأبرز المجلس أن نتائج هذه الاختلالات أدت إلى نقص في جودة المناهج والبرامج المدرسية، بما في ذلك الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، والتجهيزات والفضاءات المخصصة للتعلم، واستمرار الهدر المدرسي، وصعوبات الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقيمي للخريجين، بالإضافة إلى التكلفة الباهضة التي تتحملها البلاد في تحقيق المشروع المواطن والديمقراطي والتنموي، وفي الانخراط الفاعل في مجتمع المعرفة والابتكار والتكنولوجيا. مراجعة منتظمة للمناهج من جهة ثانية، شدد مجلس عزيمان، في رؤيته الاستراتيجية للإصلاح 2015 – 2030، على المراجعة المنتظمة للمناهج والبرامج والتكوينات وفق معايير الجودة، من خلال إجراء تقييمات مؤسساتية منتظمة للإنجاز والمردودية، وإنجاز دراسات وفق تخطيط توقعي لحاجات المتعلمين وخصوصياتهم، والمتطلبات المحلية والجهوية لمحيطهم الاجتماعي والاقتصادي، وإدماج ثقافة المشاريع، بالإضافة إلى تفعيل اللجنة الدائمة للتجديد والملاءمة المستمرين للمناهج والبرامج التي نص عليها الميثاق في المادة 107، وتنظيمها وفق نص قانوني. إطار مرجعي مشترك للغات وبخصوص اللغات، شدد رؤية عزيمان على العمل على هندسة لغوية مفتوحة أمام الإغناءات الوظيفية اللازمة، أثناء التفعيل، وضرورة وضع إطار مرجعي وطني مشترك للغات الوطنية والأجنبية المدرجة في المدرسة المغربية، يحدد مستويات التمكن اللغوي وفق مؤشرات محدِّدة لكفايات المتعلم في كل مستوى من مستويات المدرسة، ونظام للإشهاد في اللغات. كما حرصت الهيكلة البيداغوجية للغات على مواصلة تهيئة اللغتين العربية والأمازيغية، من حيث التنمية وتحديث مناهج التدريس، وقياس التمكن، وتفعيل أكاديمية محمد السادس للغة العربية، زد على ذلك الارتقاء بمستوى التدريس والتأطير التربوي.