جددت الحكومة، اليوم الثلاثاء، تشبثها بتقليص سنوات التكوين الطبي إلى ست سنوات، مؤكدة حرصها على ضمان جودة التكوين، وكشفت عن التدابير التي ستتخذها في إطار السعي لنزع فتيل الاحتقان في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان. وأبرزت الحكومة في بلاغ تلاه الناطق الرسمي باسمها، انه سيتم تفعيل الهيكلة الجديدة لنظام التكوين في الطب ابتداء من السنة الجامعية المقبلة في إطار مدة التكوين لست سنوات قصد الحصول على دبلوم دكتور في الطب، مع الحفاظ على القيمة الأكاديمية والقانونية للدبلوم، في حين يظل الطلبة الذين يتابعون دراستهم حاليا بكليات الطب والصيدلة (من السنة الأولى إلى السنة الخامسة) خاضعين للهيكلة البيداغوجية الحالية.
كما سيتم تمكين الطلبة المستوفين للسنة السادسة من الاستفادة من تداريب سريرية بالمصالح الاستشفائية المعتمدة للتكوين والتأطير من طرف اللجن الجهوية، قبل مناقشة الأطروحة، وتجرى هذه التداريب في ثلاثة أشهر على الأقل وسنة على الأكثر، ويستفيد المعنيون من تعويضات مماثلة لتلك التي يستفيد منها الطلبة بالسنة السادسة، كما يحصلون على إشهاد عن كل فترة من هذه التداريب. وبينت الحكومة بعض التغييرات التي ستطرأ على وحدات التكوين، والتزمت بالرفع من التعويضات عن التداريب الاستشفائية الإلزامية المخولة للطلبة المتدربين الخارجيين المسجلين بالسنة الثالثة والسنة الرابعة والسنة الخامسة والسنة السادسة في الطب والصيدلة، ورفع عدد الأطروحات التي يمكن تأطيرها بشكل متزامن لكل أستاذ باحث. وأكدت الحكومة أنه تم إحداث لجان خبراء وطنية لكل التخصصات الطبية والصيدلية والتي شرعت في العمل على اقتراح توصيات وتدابير تهدف إلى إصلاح السلك الثالث. ومن جملة ما التزمت به الحكومة، الرفع من التعويضات عن التداريب الاستشفائية الإلزامية المخولة للطلبة المتدربين الداخليين، وتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية لتتماشى مع أعداد الطلبة، واستفادة الطلبة من التغطية الصحية الإجبارية عن المرض وفق القوانين الجاري بها العمل، وغيرها. وبخصوص التكوينات في طب الأسنان، أكد البلاغ تعزيز التداريب الميدانية وإحداث فضاءات خاصة بالمحاكاة في الصيدلة وطب الأسنان، والزيادة في عدد كراسي العلاج، وتوفير المواد والمعدات المتعلقة بالتكوين. كما شملت التزامات الحكومة شعبة الصيدلة، خاصة فيما يتعلق بالتداريب. وقالت الحكومة، إنها ظلت دائما مؤمنة ومنفتحة على الحوار الجاد والمسؤول، معتبرة أنها قدمت إجابات شافية على مختلف المطالب التي تقدم بها الطلبة. وعبرت عن أملها في التعاون بين جميع الأطراف، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة من تطوير نظام التكوين الصحي، ولتجاوز هذه الوضعية التي طال أمدها، مؤكدة أنها ستستمر في تنزيل مختلف الإصلاحات الرامية إلى تجويد التكوين الطبي، وإعادة الاعتبار لمهنيي قطاع الصحة، بما يضمن ربح رهان تسريع إصلاح المنظومة الصحية في شموليته. ويشار إلى أن طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان عبروا عن عدم رضاهم عن هذه المخرجات التي استعرضتها الحكومة، وقرروا مواصلة المقاطعة المفتوحة، بما في ذلك الامتحانات المقررة ابتداء من يوم غد 26 يونيو.