دعت الكاتبة الكندية من أصل يهودي، نعومي كلاين، إلى التحرر من صنم الصهيونية الزائف. وفي الخطاب الذي نشرته كلاين بصحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت كلاين: "في عيد الفصح هذا، لا نحتاج ولا نريد صنم الصهيونية الزائف. نريد التحرر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا". وأضافت كلاين: "لقد كنت أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل ليجد بني إسرائيل يعبدون العجل الذهبي". غير أنها استدركت قولها: "كانت النسوية البيئية بداخلي دائمًا غير مرتاحة بشأن هذه القصة: أي نوع من الإله يغار من الحيوانات؟ أي نوع من الإله يريد أن يخزن كل مقدسات الأرض لنفسه؟".
واستنتجت أستاذة العدالة المناخية بجامعة كولومبيا البريطانية، أن هناك طريقة أقل حرفية لفهم هذه القصة: "يتعلق الأمر بالأصنام الكاذبة، عن ميل الإنسان إلى عبادة ما هو دنيوي ولامع، والنظر إلى الصغير والمادي بدلاً من الكبير والمتعالي" تضيف قولها. وأردفت في خطابها أن الكثير من الناس يعبدون الصنم الزائف مرة أخرى، "إنهم مسحورون به وسكارى ومدنسون به.. واسم هذا الصنم الزائف هو الصهيونية" تقول كلاين. الصهوينة بالنسبة للناشطة الاجتماعية هي "الصنم الزائف الذي سرق القصص التوراتية العميقة عن العدالة والتحرر من العبودية، قصة الفصح نفسها وحوّلها إلى أسلحة وحشية في عملية السرقة الاستعمارية للأرض، وخرائط طريق نحو التطهير العرقي والإبادة الجماعية". وأضافت نعومي كلاين: "هي صنم زائف لأنها سرقت فكرة متسامية عن أرض الميعاد- مجاز التحرر الإنساني- والتي سافرت وسط الأديان والمعتقدات وفي كل زاوية من الكون، وتجرّأت على تحويلها إلى صكّ بيع لدولة عسكرية إثنية". وقالت إن فكرة الصهيونية السياسية عن التحرر هي مدنسة في حد ذاتها، واقتضت منذ البداية تهجيرا جماعياً للفلسطينيين من بيوتهم وأراضي أجدادهم في النكبة. وأضافت: "منذ البداية أنتجت الصهيونية وجهاً بشعاً للحرب رأت في الأطفال الفلسطينيين بأنهم ليسوا بشرا، بل تهديد ديمغرافي، تماماً كما خشي الفرعون في سفر الخروج من تزايد أعداد الإسرائيليين ولهذا أمر بقتل أولادهم". وقالت إن الصهيونية "أوصلتنا إلى هذه اللحظة الحاضرة من الكارثة، وحان الوقت لنقول بوضوح: بأنها كانت تقودنا دائماً إلى هنا". واعتبرت كلاين الصهوينية "صنم زائف تقود الكثير من شعبنا إلى طريق عميق غير أخلاقي للغاية، بحيث صاروا يبرّرون تمزيق الوصايا: لا تقتل، لا تسرق، لا تطمع بملك غيرك." وزادت: "لقد سُمح للصهيونية بأن تكبر بدون مساءلة، ولوقت طويل. ولهذا فنحن نقول الليلة: النهاية هنا". وقالت إن "يهوديتنا لا يمكنها أن تشمل على دولة إثنية، لأن يهوديتنا مدولة بطبيعتها، ويهوديتنا لا يمكن حمايتها من خلال الجيش الهائج لتلك الدولة، لأن كل ما يفعله ذلك الجيش يزرع الحزن ويحصد الكراهية، بما في ذلك ضدنا نحن كيهود". وأكدت أن "يهوديتنا هي واحدة من الأصوات، وتعرف أن في داخل هذه الجوقة تقع سلامتنا وحريتنا الجمعية". وشددت نعومي كلاين على "تحرير اليهودية من الدولة الإثنية التي تريد من اليهود البقاء خائفين للأبد، وتريد من أطفالنا الخوف، وتريد منا الاعتقاد أن العالم هو ضدنا، وتريد منا الهرب إلى قلعتها الواقعة تحت القبة الحديدية، أو على الأقل الإبقاء على تدفق الأسلحة والتبرعات." وأكدت أن هذا هو الصنم الزائف، وهو ليس فقط نتنياهو، "ولكن العالم الذي صنعه وصُنع منه، إنها الصهيونية".