كل الصحفيين، المتتبعين لمسارات زميلهم الفرنسي إريك لوران، لا يمكنهم إلا أن يغبطوه مساره المهني، الغني، فقد حاور ملوكا ورؤساء دول، بالشكل الذي جعل تلك الحوارات اليوم وثائق تاريخية، حواره مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، والرئيس العراقي المغتال صدام حسين، ثم حواره المطول الذي صدر في كتاب مستقل مع الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1991. تحفظ الصحفي المغربي، علي عمار، مؤلف كتاب "سوء الفهم الكبير : عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس"، في تصريح خص به موقع "لكم"، على مصداقية الصحفي الفرنسي، "إريك لوران"، مؤلف كتاب "الملك المفترس"، الموقوف بمعية الصحفية الفرنسية، كاثرين غراسيي، من لدن الشرطة الفرنسية على تهم تتعلق ب"ابتزاز ملك المغرب، محمد السادس، مقابل التراجع عن كتابة كتاب جديد عن المؤسسة الملكية بالمغرب". ولم يستبعد عمار، في حديثه ل"لكم"، التهم التي وجهتها الشرطة الفرنسية، للصحفي الفرنسي، إريك لوران، موضحا أنه كان من أبرز الصحفيين الفرنسيين، الذين تجمعهم علاقة وطيدة بالقصر الملكي، حيث سبق مجّد الملك الراحل، الحسن الثاني، في كتابه الشهير "ذاكرة ملك"، قبل أن يمجد أيضا الملك السادس في افتتاحية مطولة لكتاب ""، قبل أن يعود اسمه على صدر كتاب "الملك المفترس"، كال فيه للملك محمد السادس، النقد اللاذع. علي عمار، الذي اشتغل جنبا إلى جنب، مع الصحفية الفرنسية، كاثرين غارسيي، شهد لها بالاستقامة والمصداقية، واستبعد إقدامها على خطوة "ابتزاز" الملك محمد السادس. وكشف عمار عن معطيات مثيرة، تهم كون "كاثرين غارسيي"، هي المؤلفة الفعلية، لكتاب "الملك المفترس"، من خلال حجم المعلومات الوفيرة التي جلبتها من مصادر مهمة، ولم ترغب في خروج اسمها وحيدا على صدر صفحة الكتاب، وسعت في إدراج اسم "إريك لوران"، بعد موافقته بنشر معطيات جديدة تهم التاريخ السري للملك الراحل الحسن الثاني. وأورد في حديث ل"لكم"، ان الصحافة الاستقصائية الفرنسية، لا تأتي بجديد عن المغرب والمؤسسة الملكية، بقدر ما لها إمكانيات متوفرة للنشر، خارج المغرب، عكس الصحافة المغربية المحلية، التي تواجه صعوبات جمة على مستوى النشر، عند إعدادها لتحقيقات صحفية مزعجة. عمر بروكسي، مؤلف كتاب "محمد السادس خلف الأقنعة"، وأستاذ جامعي للقانون الدستوري، بسطات، قال في تصريح لموقع "لكم"، ان القضية الأخلاقية، التي فجرها محامي الملك محمد السادس، ضد الصحفي الفرنسي، "إريك لوران"، ما تزال محل شك وتحقيق، والشرطة الفرنسة لم توجه لحدود اليوم، اية إتهامات صريحة ضده، وفقا ل"قرينة البراءة". وعن تجربته المهنية مع الصحفية الفرنسية، مؤلفة "الملك المفترس"، كاثرين غارسيي، في صحيفة "لوجورنال"، بالمغرب، قال بروكسي، انها صحفية مهنية، وذات مصداقية، ولها تجربة في تأليف مجموعة من الكتب المزعجة، في الدول المغاربية، خاصة تونس والمغرب. وبالمقابل، قال بروكسي، انه في حالة ما أثبتت الشرطة الفرنسية، صحة دفوعات محامي الملك محمد السادس، بفرنسا، فإن الأمر مؤسف وخطير على تاريخ الصحافة الفرنسية"، خاصة وأن الصحفي "لوران"، هو من عمداء الصحافة الفرنسية، وسبق ان اشتغل مع "لوموند"، ووكالة الانباء الفرنسية. وأعرب في سياق القضية عن "شجبه لكل ما من شأنه استغلال مهنة الصحافة في أعمال الابتزاز". واستدل بروكسي، على مصداقية الصحافة الاستقصائية الفرنسية حول المؤسسة الملكية بالمغرب، بكتاب "صديقنا الملك"، للصحفي الفرنسي، جيل بيرو"، الذي استدرجه وزير الداخلية، الأسبق، ادريس البصري، لمنحه ملايين الدراهم، كي يتراجع عن نشر الكتاب، غير أنه أبى ورفض، وهو الآن من بين الكتب المرجعية في تاريخ نظام الحكم بالمغرب. وكان محامي، الملك محمد السادس، بفرنسا، اريك دوبون موريتي ، قد أكد في تصريح نشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية (لاماب)، أن الصحافي الفرنسي إريك لوران، مؤلف كتاب "الملك المفترس"، كان قد اتصل بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي ، لكنه أعرب ، بالمقابل، عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو، حسب تصريح محامي الملك محمدس السادس بفرنسا.