اعتبر إريك دوبون موريتي، المحامي الذي يمثل المغرب في ملف ابتزاز الصحافيين إيريك لوران وكاترين غراسيي للمغرب مقابل عدم نشرهما كتاب حول الملك والمملكة، الأمر» خطير على نحو استثنائي» واصفا ما قاما به «أفعال بالغة الخطورة» ارتأى المغرب أن ينظر في حيثياته القضاء الفرنسي. إن الجسم الصحفي الفرنسي، المشهود لرجاله ونسائه بمهنيتهم العالية، سواء في صحافته المكتوبة أو في الإعلام السمعي البصري، لم يكن يعتقد أنه سوف تهتز أركانه يوما على فضيحة مدوية بطلها «شخص (إريك لوران) «الذي يقدم نفسه كصحافي، على حد تعبير المحامي إريك دوبون موريتي ورفيقته كاترين غراسيي، سوف يضعان مبدأ النزاهة الفكرية والاعتبارات المهنية في شقها الأخلاقي أساسا جانبا ويشهران عن سبق إصرار وترصد أساليب لا تتقنها سوى جماعات «الاختطاف» و»البلطجة» بحثا عن حفنة من المال يحصدانه من عملية ابتزاز لملك ومملكة بأكملها، مما يتخوف معه الاعلاميون الفرنسيون من «بروز ميلشيات صحافية» متخصصة في «الابتزاز» وطلب «الفديات ليس من أشخاص عاديين، بل من رؤساء الدول في تطاول على سيادتها. . ولم يستبعد المحامي الباريسي إريك دوبون موريتي، أن يكون لفعل الصحافي الفرنسي إريك لوران، الذي كان قد اتصل بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي، لكنه أعرب، بالمقابل، عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو، «تداعيات جيوستراتيجية كبيرة». وتساءل المحامي إريك دوبون موريتي عن دوافع ابتزاز الصحافي إيريك لوران الذي تم توقيفه في حالة تلبس أول أمس الخميس رفقة كاترين غراسيي، بعد أن تسلما مبالغ مالية ووقعا على عقد، خلال لقاء معه، تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة لباريس التي فتحت تحقيقا،»هل هو الجشع؟ ألم يتم توظيف هذا الرجل وهذه المرأة من قبل جماعة ما؟»، متحدثا بشكل خاص عن قضية الإرهاب. وقال المحامي إريك دوبون موريتي ليس بالضرورة «الجشع» الذي دفع الصحافي إيريك لوران للإقدام على خطوة طلب المال مقابل استعداده للتخلي عن نشر كتاب كانا يعدانه حول الملك محمد السادس، كان من المزمع أن يصدر في يناير أو فبراير المقبلين. وكشفت أن دار سوي للنشر أكدت أن الصحافيين كانا يعدان كتابا حول الملك محمد السادس «على أن يصدر في يناير أو فبراير المقبلين». وقال نيكولا بو الذي كان ألف كتبا مع غراسيي خصوصا حول تونس في عهد بن علي «أنا مصدوم (..)أعرف أن لدى كاترين مشروع (كتاب). وإذا تأكدت الوقائع، فان الأمر مفاجىء جدا من كاترين. هي لا توحي بارتكاب مثل هذه الجرائم». وكانت كاترين غراسيي أصدرت عام 2013 كتابا بعنوان «ساركوزي القذافي التاريخ السري لخيانة»، يؤكد فيه مسؤول ليبي سابق اتهامات بشأن تمويل القذافي لحملة ساركوزي الرئاسية. أما اريك لوران فقد ألف العديد من الكتب الاستقصائية. ومن المقرر أن يصدر له كتاب في التاسع من شتنبر المقبل بعنوان «المصارف تحصل على المليارات ونحن نحصل على الأزمات». كما صدر له كتاب «الجانب الخفي للنفط» عن دار بلون عام 2006 ، و «الجانب الخفي للمصارف» و»بوش وايران والقنبلة». وفي 1993 وقع كتابا مع جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بعنوان «ذاكرة ملك». كما سبق الصحافيين إريك لوران وكاترين غراسيي أن كتابا عن جلالة الملك محمد السادس صدر في 2012 . وأشار المحامي الباريسي، إلى أن العناصر المتوفرة لدينا، والتي سوف تعرض على المحكمة، تجعلنا نعتقد أن الصحافي إيريك لوران وزميلته كاترين غراسيي تم «استعمالهما من قبل مجموعة ما، حركة إرهابية، من أجل زعزعة النظام، مستطردا أن التحقيقات وحدها الكفيلة بتحديد الأسباب والدوافع الحقيقية. وقال المحامي إريك دوبون موريتي وفي تصريح لإذاعة (إر.تي.إل) أن ما قام به الصحافيان إيريك لوران وكاترين غراسيي من ممارسة ابتزاز مباشر تجاه رئيس دولة (جلالة الملك محمد السادس) «ابتزاز بلطجية» واصفا فعل هذه الشخص (إريك لوران) «الذي يقدم نفسه كصحافي، بكونه أمر غير مسبوق.. وجرأة حمقاء». وكان الصحافي الفرنسي إريك لوران قد اتصل بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي، لكنه أعرب، بالمقابل، عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو. وذكر دوبون موريتي بأن المغرب يشكل بانتظام موضوع كتب، بعضها ألفه إريك لوران، لا تخفى مقاربتها المفرطة في السوداوية. وتم توقيف الصحافيين اريك لوران وكاترين غراسيي مساء أول أمس الخميس بعدما التقيا ممثلا للمغرب في أحد المطاعم الباريسية . وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الصحافيين لا يزالان إلى حدود أمس الجمعة قيد الحبس الاحتياطي في مقر وحدة مكافحة الشطط ضد الأشخاص في إطار التحقيق في اتهام وجه لهما الأربعاء بمحاولة ابتزاز أموال. وحول حيثيات توقيف الصحافيين، أبرز دوبون موريتي أنه بعد اجتماع أول بين الصحافي الفرنسي والمحامي الذي يمثل الجانب المغربي، قرر وضع شكاية في الموضوع لدى النائب العام بباريس. وقد عقد اجتماع ثان مع الصحافي الفرنسي تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة، تم خلاله تسجيل أقوال إريك لوران كما تم أخذ صور. وتم فتح تحقيق قضائي من طرف النيابة العامة لباريس، ويتولى ثلاثة قضاة تحقيق البحث في هذا الملف الذي اعتبر المحامي دوبون أنه «خطير على نحو استثنائي». وخلال الاجتماع الثالث الذي عقد الخميس، تحت مراقبة الشرطة، تم تسليم مبالغ مالية (800 ألف أورور) للوران و لغراسيي، اللذين قبلاها، بل ووقعا على عقد، وهو توقيع يؤكد تورطهما واقترافهما لابتزاز جدير بعتاة الخارجين على القانون. وتزامن ملف اعتقال الصحافيين إيريك لوران وكاترين غراسيي للمغرب في ملف «ابتزاز جلالة الملك محمد السادس والمغرب» وطلب «فدية مالية» قدرها 3 ملايين أورو مقابل عدم نشرهما كتاب حول الملك والمملكة مع الأخبار الواردة بخصوص زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب منتصف شهر يناير المقبل، حيث من المتوقع أن يتم توشيح المدير العام للأمن الوطني ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي. كما يأتي أياما بعد مغادرة السفير الفرنسي السابق في الرباط شارل فريس المغرب صوب تركيا في مهمة ديبلوماسية جديدة ليترك مكانه لخلفه الجديد الديبلوماسي جان فرانسوا جيرو، لمواصلة مهمة تعزيز العلاقات المتميزة بين باريسوالرباط التي شهدت تحسنا كبيرا ترجمته خصوصا اتفاقية جديدة للتعاون القضائي بين الرباطوباريس.