فاز كل من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب باكتساح على مستوى الولايات في أنحاء البلاد، في انتخابات الترشيح الحزبية، الثلاثاء 6 مارس 2024، ليتّجها نحو منافسة تاريخية في الانتخابات العامة، المقررة في نوفمبر ، رغم انخفاض معدلات التأييد لهما. ونال ترامب أصوات الجمهوريين في عشر ولايات، من بينها تكساس وكاليفورنيا، متغلباً على منافسته الوحيدة نيكي هيلي، سفيرة واشنطن السابقة لدى الأممالمتحدة، التي لم تعد لديها فرص للترشح.
فيما حصل ترامب على ترشيحه الرئاسي الثالث بعد أداء قوي في أكثر من 15 ولاية، حيث كانت المنافسة على أصوات أكثر من ثلث أعضاء الحزب الجمهوري يوم الثلاثاء الكبير، رغم ما يواجهه من تهم جنائية. يشار إلى أن "الثلاثاء الكبير" هو اليوم الذي تُنظم فيه الدورة الانتخابية التمهيدية في العديد من الولاياتالأمريكية (15 ولاية ومنطقة واحدة)، لتحديد هوية المرشح الذي سيمثل كلاً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة هذه السنة في 5 نوفمبر، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية. وغالباً ما ينظم "الثلاثاء الكبير" في الخامس من مارس، أو في بعض الأحيان في نهاية فبراير. وحسب بعض المتخصصين في السياسة الأمريكية، فإن "الثلاثاء الكبير" بدأ في العام 1988، عندما قررت مجموعة من المرشحين في الحزب الديمقراطي في بعض ولايات جنوبالولاياتالمتحدة إطلاق هذا الاسم بعد إعادة انتخاب المرشح الجمهوري رونالد ريغان في 1984. وتشير بعض المصادر إلى أن سبب اختيار "الثلاثاء الكبير" يعود إلى العام 1845، وكان هدف اختيار هذا اليوم بالذات هو السماح للمواطنين الأمريكيين بالتصويت في الانتخابات، خصوصاً المزارعين؛ كي لا تتأثر أعمالهم خلال بقية أيام الأسبوع، كون المجتمع الأمريكي كان له طابع زراعي يستخدم الحصان كوسيلة للتنقل والمواصلات. ركز كل من ترامب وبايدن على بعضهما البعض في ظل وضوح النتائج. وفي خطاب لترامب ألقاه في منتجعه في ولاية فلوريدا، انتقد سياسات الهجرة التي يتّبعها بايدن، واصفاً إياه ب"الرئيس الأسوأ في التاريخ"، وقال ترامب "الخامس من نوفمبر سيكون أهم يوم في تاريخ بلادنا". وفي بيان لبايدن، وصف ترامب بأنه تهديد للديمقراطية الأمريكية، وقال بايدن "نتائج انتخابات الليلة تترك للشعب الأمريكي خياراً واضحاً: هل سنواصل المضي قدماً أم سنسمح لدونالد ترامب بجرّنا إلى الوراء في الفوضى والانقسام والظلام، التي اتسمت بها فترة ولايته؟". وكان متوقعاً أن يجتاز بايدن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، رغم احتجاج على ترشيحه نظّمه نشطاء بسبب دعمه القوي لإسرائيل، حقق نتائج قوية غير متوقعة. وستمثل مواجهة أخرى بين ترامب (77 عاماً) وبايدن (81 عاماً) أول منافسة متكررة بين مرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ عام 1956، وهي منافسة يبدو أن القليل من الأمريكيين يريدونها. وأظهرت استطلاعات الرأي أن معدلات التأييد لكليهما منخفضة.