السكفكف مجلة مختصة ب"الفانزين"، وهي عبارة عن قصص مصورة خيالية. مجلة مستقلة خرجت من رحم "أوبن ثقافة"، تحمل شعارا ساخرا هو "خانز و بنين"، في إشارة للتناقض الذي يطبع الحياة والمواضيع التي ينتقيها هؤلاء الشباب بعناية. المجلة جاءت جاءت كرد على الركود الذي عرفته الساحة الفنية والثقافية في المغرب منذ حركة "نايضة" والتي جاءت لنشر ما يسمى بالثقافة الحرة، هدفها إشاعة الإبداع البعيد عن بيروقراطيا الصناعة الفنية والثقافية. "السكفكف" تاريخ الاسم و المنشأ برزت فكرة السكفكف انطلاقا من إحدى الإقامات الفنية حول النشر الحر، نظمت بعدها مجموعة من اللقاءات مع محمد شناوي، مؤسس مجلة "توك توك "، وورش لتبادل الخبرات الذي اختير فيه 17 رساما من الجنسين لخوض غمار هذا التحدي. إسم " السكفكف " مستمد من أكلة بيضاوية شهيرة استخدمت كاستعارة لمدينة غنية بمختلف الحمولات، هدفها استكشاف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية من خلال القصص المصورة ونصوص ساخرة تصف الفروق الدقيقة وتباينات مجتمع ملئ بالتحولات ما بين التقاليد والحداثة والمقدس والدين. يسبح "السكايفية"، كما يحبون أن يطلقوا على انفسهم، بخيالهم معالجين مواضيع معاشة بأسلوب هزلي وسريالي في آن واحد، بدون رقابة. يعتمدون خطابا شبابيا يجعل من القارئ جزء من القصة وبأسلوب ذكي وسلس يعالج المواضيع من زوايا مثيرة، كما يعتمد هؤلاء الشباب على شبكات توزيع بديلة كبعض المقاهي الأدبية حيث يلتقي الرسامون بجمهورهم لكونهم يستهدفون جمهوراً محباً ل "الفانزين" في طقس متمرد على ما هو تقليدي. مع دخولك لمقهى madNess، الكائن بحي المعاريف بالدارالبيضاء، تصدم بهالة من الابداع. مقهى بطابع "روك" قام بتأثيثه هؤلاء الشباب جاعلين منه فضاء متميزا بعشوائيته. مجموعة من الرسامين في لقاء مع مجموعة من المولعين بالقصص المصورة دخلوا في نقاش مع الفنان المصري عكاشة ضيف العدد الرابع من "السكفكف" حول مجموعة من التجارب الرائدة في هذا المجال ومدى تأثير التغييرات التي عرفها المجتمع المصري على كل ما هو فني وثقافي، مصحوبة بأوراش لتعليم تقنيات القصص المصورة و أخرى تهتم بالصورة و الرسوم المتحركة . قريبا من الشراكة بعيدا عن الكفالة هذه المجموعة ترى أن مشرعها نابع من ايمانها بأن التغيير الحقيقي هو تغيير ثقافة مجتمعية كما يرون في فنهم طريقا سالكا لهذا التغيير. كان موضوع أول عدد من "السكفكف" حول الدارالبيضاء وجاء كتجربة فتحت الابواب لهذا العالم الذي لم يكن قد إقتحمه شخص من قبل، تناول التنوع البيضاوي بين مشاكل البطالة والسرقة ونظرة كل واحد فيهم للمدينة البيضاء أما العدد الثاني فجاء كرد على مسودة المدونة الرقمية و الذي استحضر نوستالجيا أولى الذكريات مع العالم الرقمي من المواعدة الالكترونية الى القرصنة والرقابة لينتقلوا بعد ذلك لموضوع المؤامرة بنفس الطابع الهزلي سخروا بقصص خيالية من المصدقين بها. أمين او"روبيل " كما يناديه الآخرون، من الرسامين اللذين أنشأوا "السكفكف"، متخرج من مدرسة الفنون الجميلة يتميز بفقرة كاريكاترية لعسكريين ومن خلالهما يحلل مواضيع العدد بسذاجة مرتبطة بالصورة النمطية المشكلة حول الجنود. صلاح معلولي، احد مؤسسي "أوبن ثقافة"، درس الإدارة الثقافية باسبانيا وعاد للمغرب في فترة ما بعد الربيع العربي ليصنع نموذجا من التبادل الثقافي الحر. صلاح يرى ان الهدف هو ربح تحدي الموازنة الاقتصادية للمشروع عبر البحث عن شركاء لا كفلاء والتفكير في إنشاء مهرجان للقصص المصورة او إنتاج مشاريع للرسامين مستقلين.