عرفت سمعة المغرب منحى تنازليا في عام 2023، حيث تراجع مؤشر سمعته (-0.7 نقطة)، وذلك وفقا لمؤشر دراسة أصدرها المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، بشراكة مع وكالة الاستشارة الدولية (Reputation. Lab المتخصصة في مجال تدبير وبناء العلامة التجارية الوطنية (Nation Branding). ووفقا لهذه الدراسة التي أنجزت في إطار المهام المنوطة بمرصد صورة المغرب في العالم الذي تم إحداثه سنة 2015، احتل المغرب في عام 2023 المرتبة 34 من بين 60 دولة تم تقييم سمعتها لدى بلدان مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى روسيا، وفقد على هذا النحو مركزين مقارنة بترتيبه في عام 2022. وشمل البحث الذي تم إجراؤه خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس وأبريل 2023، في سياق عالمي تميز باستمرار الحرب في أوكرانيا وتواصل تبعات الأزمة الصحية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، 26 بلدا، مقابل 18 بلدا سنة 2015K تم تقييم سمعة المغرب فيها ويتعلق الأمر بكل من جنوب إفريقيا والجزائر ومصر وكينيا ونيجيريا في أفريقيا، وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والسويد في أوروبا، والبرازيل وكندا وتشيلي والولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك في أمريكا وإسرائيل وتركيا في الشرق الأوسط، وأستراليا والصين وكوريا الجنوبية والهند واليابان وروسيا في آسيا وأوقيانوسيا. ووفقا لما نشره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية على منصته، فقد تم تقييم السمعة الخارجية والداخلية للمغرب بناء على منهجية جديدة، تم اعتمادها سنة 2022، حيث تم تنظيم سمات البحث البالغ عددها 22 سمة، وهي السمات المشكلة لمؤشر RepScore ، وجرى ترتيبها في إطار خمسة أبعاد: الجودة المؤسساتية وجودة العيش ومستوى التنمية والعنصر البشري والأخلاق والمسؤولية. ووقفت الدراسة على أن السمات المتعلقة بأبعاد "مستوى التنمية" و"الجودة المؤسساتية" و " الأخلاق والمسؤولية"، هي التي سجلت منحى تنازليا، في حين سجلت غالبية السمات التي تشكل سمعة المغرب الخارجية تطورا إيجابيا بشكل عام، بين عامي 2015 و2023. وأوصت الدراسة بإيلاء اهتمام خاص للأبعاد الثلاثة التي عرفت منحى تنازليا، خاصة بالنظر إلى ارتفاع وزنها في مؤشر السمعة "RepScore" منذ عام 2019، وإسهامها بشكل أكبر في بناء سمعة البلدان. وأبرزت الدراسة أن نقاط قوة السمعة الخارجية للمغرب تكمن في بعدي "جودة العيش" و "العنصر البشري" على وجه الخصوص، لا تزال سمات "ساكنة طيبة ومضيافة" و "البيئة الطبيعية" و "الترفيه والتسلية" و "نمط الحياة الجذاب" و "الأمن" تشكل نقاط قوة في سمعة المغرب. وعلاقة بمؤشر السمعة الداخلية للمغرب، الذي يعكس التصورات التي يكونها المغاربة عن بلدهم، اعتبرت الدراسة أنه ناهز 61.1 نقطة، مسجلا انخفاضا يصل الى 2.3 نقطة مقارنة مع سنة 2022. مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك، لا تزال السمعة الداخلية للمغرب قوية مما يضعه في مصاف الأمم التي يكون فيها المواطنون أقل انتقادا لبلدانهم. وأوضحت الدراسة أن تراجع السمعة الداخلية للمغرب ما بين عامي 2022 2023، يتعلق بجميع السمات، باستثناء سمة الترفيه والتسلية"، ولاسيما سمة "النجاح الرياضي"، التي سجلت ارتفاعاً بنحو 9.5 نقطة، وذلك بفضل الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب خلال كأس العالم لكرة القدم 2022، على وجه التحديد، تتعلق أهم الانخفاضات فارق يتجاوز 4 نقاط ما بين 2022 و2023، بالسمات التالية: "الاستعمال الناجع للموارد العمومية" و"البيئة المؤسساتية والسياسية" و"الرفاه الاجتماعي"، وفقا للدراسة. وفي سياق مقارنة بين السمعتين الخارجية والداخلية للمغرب، اعتبرت الدراسة أن حيث مؤشر سمعته الداخلية تجاوز مؤشر سمعته الخارجية عام 2023 ب 13 نقطة. مشيرا أن هذا الفرق يعتبر ثاني أكبر فرق مسجل منذ سنة 2015، وذلك بعد الفرق المسجل في 2022 وهي السنة الذي شهدت نجاحات مهمة على المستوى الدبلوماسي، مما ساهم في تعزيز أحاسيس الاعتزاز الوطني لدى المغاربة.