كشفت مصادر مطلعة لموقع "لكم" كواليس الاجتماع الذي عقده عزيز أخنوش، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار مساء الثلاثاء الماضي مع عمدة الرباط، أسماء أغلالو ومستشاري الحزب بالمدينة في محاولة لإيجاد حل للصراع الدائم بين العمدة وأغلبية المستشارين بالمجلس الجماعي. وأشارت مصادر "لكم" أن الاجتماع الذي دام حوالي ثلاث ساعات، غادره أخنوش غاضبا، بعدما تبين له عدم امكانية طي صفحة الخلاف بين "الإخوة الأعداء". وبحسب المعطيات التي حصل عليها موقع "لكم" فإن هذا الاجتماع حضره إلى جانب عزيز أخنوش كل من رشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس، ومحمد أوجار، فضلا عن عمدة الرباط وباقي مستشاري الأحرار بالمدينة. وفي هذا الصدد، استمع عزيز أخنوش إلى مداخلات أغلب المستشارين، والتي حملت اتهامات للعمدة بالاقصاء والانفراد بالقرار، بل إن بعض المداخلات ذهبت إلى اتهام أغلالو بكونها تزعم أنها حصلت على منصب العمودية من "جهات عليا"، وهو ما استدعى تدخل رشيد الطالبي العلمي للتأكيد على أن هذا الزعم عار من الصحة، وأن قيادة الحزب هي التي اختارتها لهذه المسؤولية. في السياق ذاته، زعمت إحدى المستشارات الجماعيات أنها تعرضت للسب والشتم من طرف العمدة، متهمة هذه الأخيرة بالنيل من عرضها، بل إنها أكدت أنها تتوفر على أوديوهات تؤكد اتهاماتها. من جهتها، اتهمت أسماء أغلالو مستشاري الحزب بالانقلاب عليها لعدم مجاراتهم فيما يطلبونه منها. وقبل نهاية اللقاء، تناول عزيز أخنوش الكلمة، ودعا أسماء أغلالو إلى فتح باب التواصل والحوار مع المستشارين والبحث عن تمويلات للجمعيات المقربة إليهم، لكنها قاطعته بالقول: إنها لا يمكن أن تجلس مع المستشارين الجماعيين في المقهى إلى غاية الثانية عشرة ليلا، كما أنها لا تستطيع جلب تمويل للجمعيات، وهو ما أغضب أخنوش، الذي ضرب على الطاولة وغادر قاعة الاجتماع قائلا: "الرباط خاصو يتغير"، وهي العبارة التي فهم منها بعض المستشارين أنها دعوة لأغلالو بتقديم استقالتها، وهو الخبر الذي نشرته بعض المواقع الاخبارية، لكن عمدة الرباط خرجت لتنفي ذلك. وكانت عمدة مدينة الرباط أسماء أغلالو نفت الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تقديمها استقالتها من عمودية مدينة الرباط. وقالت أغلالو في بيان صادر عنها، إن الاستقالة تدخل ضمن الأخبار الكاذبة والمغرضة، نافية بشكل قاطع أن تكون قد تقدمت بطلب استقالة من تسيير عمودية العاصمة. وكان مستشارو حزب التجمع الوطني للأحرار في مجلس جماعة الرباط قد اتفقوا في وقت سابق على اختيار رئيس جديد لفريقهم، حيث وقع 17 عضوا من مستشاري الحزب على وثيقة يعلنون فيها اسم سعيد التونارتي رئيسا لفريقهم. وأكدوا أن خطوتهم جاءت بعد "استنفاذهم لجميع الرسائل مع غلالو من أجل تدارك الهفوات التنظيمية المتمثلة في غياب التواصل والانفراد بالقرارات، وعدم التنسيق، وتهميش منتخبي الحزب على مستوى المجلس الجماعي، وتراكم الأخطاء التي ألحقت ضررا بالغا بصورة الحزب". من جهة أخرى، علم موقع "لكم" أن مستشاري حزب التجمع الوطني يستعدون للتصويت ضد ميزانية المجلس الجماعي خلال الدورة المقبلة في محاولة للضغط على عمدة المدينة من أجل تقديم استقالتها.