قال مفتاح ميسوري مترجم الزعيم الليبي إلى الفرنسية منذ حوالي 16 عاما لوكالة فرانس برس إن العقيد معمر القذافي "حزين" ويشعر انه تعرض "لخيانة". لكن القذافي "لن يتخلى أبدا" عن موقفه في مواجهة المتمردين الذين يهددون نظامه. وأوضح ميسوري (61 عاما) المترجم الخاص إلى اللغة الفرنسية أن "قائد" الثورة الليبية "لم يكن يتوقع ذلك أبدا وقد يكون هذا ما أحزنه فعلا"، مضيفا "أنه يعتقد أنه فعل كل شيء من أجل الليبيين". ويواجه القذافي ثورة لا سابق لها منذ حوالي شهر في ليبيا. وأضاف المترجم الأنيق الذي يتكلم الفرنسية بطلاقة أن القذافي "يرى أنه تعرض للخيانة من قبل الجميع حتى من قبل قريبه أحمد قذاف الدم". وأحمد قذاف الدم الذي فر في نهاية فبراير بعد عشرة أيام من بدء الثورة، كان مستشارا ومساعدا مقربا من القذافي ومكلفا خصوصا العلاقات المصرية الليبية. وفي وجهة نظر "شخصية" كما يحرص على التأكيد، يعترف ميسوري الدبلوماسي السابق الذي يحمل دكتوراه في التاريخ ودرس في باريس وجنيف أن إحلال الاستقرار في ليبيا أصبح يحتاج إلى معجزة. وقال بسخرية إن "المعجزات أمر يمكن أن يحدث"، قبل أن يؤكد ضرورة وجود "وساطة" للخروج من الأزمة. وأضاف "لكن من يتحدث عن وساطة يتحدث عن تنازلات". وتابع المترجم وهو أب لخمسة أولاد يعمل منذ 1996 في مكتب "القائد" مترجما "لا اعرف ما إذا كان (القذافي) قادرا على ذلك". وأضاف أن معمر القذافي "لا يتراجع أبدا". وفي شهادة على عقلية العقيد، قال إن الزعيم الليبي "مولع بالتاريخ العسكري" ومعجب خصوصا بالجنرال الألماني ارفين رومل الملقب "ثعلب الصحراء" الذي تميز في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف وقد ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه أن القذافي معجب أيضا ب"لويس الرابع عشر، الدولة هي أنا!". وعلى الرغم من المعارك وخروج جزء كبير من الشرق بما في ذلك بنغازي عن سيطرة طرابلس، يحتفظ معمر القذافي بهدوئه، كما قال المترجم. وأضاف "انه رجل قوي جدا أمامي"، مشددا على أنه لم يغير سلوكه. والزعيم الليبي مستاء من القادة الغربيين وخصوصا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني، الذين يطالبونه بالرحيل. وقال ميسوري إن "القائد كان يعتبرهم أصدقاء. انه يشعر ببعض المرارة لأنه يشعر أن ساركوزي وبرلوسكوني أيضا تخليا عنه". وأضاف انه "لا يشعر بجرح عميق لأنه مقتنع بأن الخارج لم يفهم جوهر المشكلة (الحالية في ليبيا) وأنهم تبنوا القرار (الأممالمتحدة الذي يدين النظام) على أساس تقارير إعلامية" خاطئة. وفي ملاحظات شخصية، وصف المترجم القذافي بأنه رجل متزن، ما يتعارض مع صورة الزعيم القذافي الذي يدلي عادة بتعليقات غير مترابطة والذي يحب الظهور بشكل أقرب إلى الإخراج المسرحي. وأوضح أنه "ليس قادرا على التعبير بشكل جيد لكن عندما يتحدث عن العقيدة والثورة ينجرف بحماس بسبب أجواء التصفيق" لخطابه. وأكد مفتاح ميسوري "أجد أنه رجل نبيل جدا. لم يعنفني يوما أو يرفع صوته أمامي إلى درجة أنه يقدم لي الطعام من صحنه بشوكته أحيانا". ويصف هذا المترجم القذافي في نهاية الأمر بأنه بدوي فخور بجذوره. ويقول "إنه يحب الجمال لأنه بدوي من الصحراء حيث لا يوجد إلا ذلك والماعز. لذلك يحب كثيرا لبن الجمال والماعز". *أ ف ب