محمود معروف-االقدس العربي - أعلن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد يزور المغرب ودولا أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل نهاية العام الحالي. وقال بوغدانوف في تصريح لموقع ‘روسيا اليوم' أنه ‘من غير المستبعد أن يزور الوزير المغرب قبل نهاية العام. ونحن نعول على عقد لقاء على أعلى المستويات، بما في ذلك مع العاهل المغربي. وقد تكون هناك جولات أخرى'. مضيفا أنه ثمة ‘اتصالات وثيقة جدا مع شركائنا في الشرق الأوسط. ونتوقع أن يزور موسكو قريبا نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي، كما اتفقنا على عقد الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي. ونأمل بأن يحدث ذلك قبل نهاية العام الحالي'. وتعرف الدبلوماسية الروسية انتعاشة قوية مؤخرا، لا سيما بعد دورها المحوري الذي لعبته في إنهاء ملف الأسلحة الكيماوية السورية. كما تواكب بفعالية التقارب الأمريكي الإيراني سعيا للإيجاد مخرج توافقي للملف النووي الإيراني. وفي ظل رؤيتها الدبلوماسية الموسعة، تسعى روسيا إلى إيجاد مخاطب لها في منطقة شمال إفريقيا- حوض البحر الأبيض المتوسط. ونظرا للموقع الاستراتيجي للمغرب في أقصى شمال غرب إفريقيا، فقد التقطت الخارجية الروسية سريعا'ما أثارته مسودة المشروع الأمريكي لتوسيع صلاحيات قوات المينورسو، (بعثة أممية مهمتها الأساسية تنظيم استفتاء في منطقة الصحراء لتقرير مصير سكانها) لتشمل حقوق الإنسان بالصحراء في نيسان/أبريل المنصرم، من استياء لدى المغرب. وشكلت المبادرة الأمريكية حينها محفزا لنشاط دبلوماسي مغربي ملحوظ، فقد وجه العاهل المغربي رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية آنذاك أن موسكو ‘تعتبر زيارة الوفد الدبلوماسي المغربي (ضم وزير الخارجية والمستشار الملكي للشؤون الخارجية ومدير المخابرات العسكرية) خطوة هامة جديدة على طريق توطيد علاقات الصداقة والتعاون وفق إعلان الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والمغرب' الذي وقع عام 2002 خلال زيارة محمد السادس إلى موسكو. وناقش لافروف وسعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون المغربي، خلال المباحثات مسائل توطيد السلام والأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب الدولي وغيرها من المواضيع الملحة في الأجندة الدولية والإقليمية بما في ذلك مشكل الصحراء. أمنيا، تراقب روسيا باهتمام التعاون العسكري الاستراتيجي بين إسبانياوالولاياتالمتحدة. فقد أقرت الحكومة الإسبانية للبنتاغون الأمريكي شهر نيسان/أبريل الماضي نشر 500 من قوات المارينز في قاعدة ‘مورون دي لفرونتيرا' بإقليم إشبيلية الأندلسي تحسبا للتدخل في الدول المغاربية في حالة وقوع اضطرابات تهدد الأمريكيين (على غرار اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا). وذلك وفقا لاتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1988 بين البلدين. ويتعلق الأمر ب500 من قوات المارينز و8 طائرات عسكرية. حيث أكدت حكومة مدريد أن القوات الجديدة ستتمركز في مورون دي لفرونتيرا لمدة سنة. وقد عرضت شركة أسلحة روسية على المغرب في وقت سابق اقتناء الغواصة غير النووية ‘آمور-1650′، كما وقع المغرب على صفقة أسلحة حصل بموجبها على دفعة من قطع المدفعية ذاتية الحركة ‘MSTA-S' . وكان القائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال ‘فيكتور تشيركوف' قد أعلن نهاية آيار/مايو الماضي أن قيادة بلده باشرت في تشكيل مكتب دائم لتشكيلات السفن الحربية للعمل في البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق."حيث كشف تشيركوف أن القوات البحرية تعمل على تشكيل مجموعة من السفن تم اختيارها وتعيين 20 ضابطا للعمل في المكتب، أغلبهم من ضباط أسطول البحر الأسود، وأن مجموعة السفن الحربية الروسية التي سوف ترابط في البحر الأبيض المتوسط ستضم سفنا من أساطيل الشمال والبلطيق والبحر الأسود. وتتمركز السفن الحربية الروسية في ثلاث مناطق رئيسية بالبحر الأبيض المتوسط هي: شرق المتوسط، وبالأساس قبالة الشواطئ السورية واللبنانية لحماية ومراقبة مصالح موسكو في المنطقة. وفي وسط المتوسط، ما بينتونس وإيطاليا. وأخيرا في مضيق جبل طارق لرصد نشاط قاعدة ‘روتا"في قادش جنوبإسبانيا والتي ستضم درعا صاروخيا تعتقد موسكو أنه سيوجه ضدها. ويتكون الأسطول الحربي الروسي المتوسطي من سفن كبيرة مضادة للغواصات إضافة إلى سفن إنزال كبيرة وسفن مساندة. من جهته، يسعى المغرب للعب دور دبلوماسي إقليمي في المنطقة، لا سيما بعد تراجع الدور المصري بعد سقوط حسني مبارك. إلى أن مساعيه تعترضها عقبتان رئيسيتان هما: نزاع الصحراء وملف حقوق الإنسان، لا سيما وأن اعتقال الصحافي علي أنوزلا ومتابعته بقانون الإرهاب جر على المغرب انتقادات واسعة من قبل الهيئات الدولية والإعلام الدولي على حد سواء. وبعد المقترح الأمريكي بتوسيع مهام ‘المينورسو' انكفأ المغرب على الاهتمام بملف الصحراء ومراقبة مواقفه أكثر تجاه الأزمة السورية، لا سيما أن روسيا عارضت بشدة رابع مؤتمر لأصدقاء سورية نهاية 2012 بمراكش، حيث أدركت الرباط أن رهانها الكلي على الولاياتالمتحدة ليس دوما في صالحها، وبالتالي عليها ألا تخسر بقية الأطراف الدولية وعلى رأسها موسكو وبيكين.