القاهرة، (ا ف ب) اعلنت وزارة الصحة المصرية ان حصيلة الاشتباكات في مصر الاحد ارتفعت الى 28 قتيلا و94 جريحا. وقال مدير الادارة المركزية للرعاية الحرجة في وزارة الصحة خالد الخطيب في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان "عدد القتلى بلغ 28 شخصا وارتفع عدد الجرحى الى 94" موضحا ان 26 قتلوا في القاهرة وان شخصا واحدا قتل في المنيا (وسط مصر) كما قتل شخص في بني سويف (وسط). وكان الخطيب اعلن قبل ذلك مقتل 15 شخصا قتلوا واصابة 83 اخرين في انحاء متفرقة من مصر واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين الاسلاميين من جهة والامن والاهالي من جهة اخرى في اماكن متفرقة من القاهرة وعبر البلاد. وفي منطقة رمسيس الرئيسية في وسط القاهرة، اطلق الامن المصري قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرين الاسلاميين الذي شقوا طريقهم للتحرير. واشعل انصار الاخوان النار في اطارات السيارات للتخفيف من حدة الغاز الذي تشبع الهواء به. وتحولت المنطقة الى ساحة حرب شوارع فيما تحطمت سيارات على جانب الطريق وتناثرت الحجارة والزجاج المكسور على الارض ولطخت بقع الدماء اكثر من موضع في المنطقة ذاتها. والقى الامن المصري القبض على عدد من المتظاهرين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين وسط هتافات الاهالي المؤيدين للجيش. وتكرر المشهد ذاته في منطقة الدقي بعدما حاولت مسيرة مؤيدة للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي التوجه نحو ميدان التحرير. واطلق الامن الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق المسيرة، فيما جرى اعتقال مؤيدين لمرسي وتم اقتيادهم مكبلي الايدي. واندلعت اشتباكات اخرى في حي المنيل غرب القاهرة وحي شبرا الخيمة شمال القاهرة. وقال مصدر امني ان "قوات الامن القت القبض على 300 من مثيري الشغب عبر البلاد"، واضاف ان "المقبوض عليهم اغلبهم حاولوا التعدي على القوات لاقتحام ميدان التحرير". ومنذ الصباح الباكر، نشر الجيش مدرعات اضافية في القاهرة خصوصا بعد ان دعا الاسلاميون من انصار مرسي الى تظاهرات ضد قيادة الجيش التي يؤكدون انها "انقلبت على الشرعية" بعزلها مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي اثر تظاهرات ضخمة طالبت برحيله. من جانبها دعت الحركات المعارضة لمرسي الى النزول للشوارع لدعم الجيش الذي فض بالقوة في 14 اب/اغسطس الماضي اعتصامي انصار مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة ما اسفر عن سقوط مئات القتلى. وتجمع قبيل الظهر بضعة الاف من معارضي مرسي في ميدان التحرير الذي كان معقل الثورة التي اطاحت حسني مبارك في كانون الثاني/يناير 2011 فيما قامت طائرات حربية بعروض عسكرية في سماء العاصمة المصرية وحلقت على ارتفاعات منخفضة فوق بعض المناطق احتفالا بذكرى العبور. وكان المتظاهرون في التحرير يرفعون صور نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرجل القوي في مصر الان الذي تصاعدت شعبيته بعد عزله مرسي. وتسري حالة الطوارئ في البلاد منذ 14 اب/اغسطس وتخضع العاصمة لحظر تجول ليلي تنتشر خلاله مدرعات الجيش على المحاور الرئيسية. الا ان انتشار قوات الجيش كان اكبر الاحد وتمركزت المدرعات منذ الصباح في نقاط عدة. ودعت حركة تمرد، التي كانت وراء التظاهرات الضخمة المطالبة برحيل مرسي في الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي، الى التظاهر الاحد في جميع ميادين مصر دفاعا عن الثورة. وكانت حركة تمرد اتهمت مرسي بالسعي الى اسلمة المجتمع وفرض هيمنة جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها على كل مفاصل الدولة. واستند الجيش الى نزول الملايين الى الشوارع لتبرير عزل مرسي. وفي الوقت الراهن يصف الجيش والحكومة ومعظم وسائل الاعلام وقسم كبير من المصريين الاخوان المسلمين ب "الارهابيين". وحذرت وزارة الداخلية المصرية السبت من "انها ستواجه بحسم" كل محاولة لتعكير اجواء الاحتفالات بالذكرى الاربعين لحرب 1973 ضد اسرائيل. وقالت الوزارة في بيان ان قوات الامن "ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون". ومنذ الرابع عشر من اب/اغسطس فقدت جماعة الاخوان، التي تم توقيف غالبية قياداتها العليا والوسيطة، القدرة على التعبئة الكبيرة في الشارع الا ان مجموعات من انصارها تواصل التظاهر خصوصا ايام الجمعة. وقتل اربعة اشخاص الجمعة الماضي خلال اشتباكات وقعت في عدة مناطق في البلاد بين انصار مرسي من جهة وقوات الامن ومعارضيه من جهة اخرى. ويقول الخبراء انه اذا استمر انصار مرسي في تحدي الجيش فسيتم تشديد الحملات الامنية ضدهم بالنظر الى ان الغالبية العظمى من المصريين تؤيد الجيش الذي استعاد مكانته وشعبيته بعد عزل مرسي.