زين المحتجون المناهضون للحكومة اليمنية المعتصمون أمام جامعة صنعاء خيامهم برسوم ساخرة ولافتات تحمل عبارات مناهضة للحكومة. ويطالب المحتجون بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحلول نهاية العام أو قبل ذلك. ومن بين ما كتبه المحتجون على اللافتات «ارحل .. ارحل» و"ارحل يا حبوب» و"ارحل يساوي انقلع يساوي اغرب». لكن صالح يتمسك بتعهده السابق بعدم التخلي عن السلطة إلا بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2013. وشجع المحتجون في اليمن على الخروج في المظاهرات التي بدأت يوم 11 فبراير 2011 نجاح الاحتجاجات في تونس ومصر في الإطاحة بالرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وأطلق المحتجون في صنعاء على منطقة الاحتجاج أمام جامعة صنعاء اسم «ساحة التغيير». وذكر محتج يدعى صالح الصراري أن الرسوم الساخرة طريقة يعبر بها المعارضون للنظام عن أرائهم. وقال لتلفزيون رويترز «الرسوم الكرتونية وبعض الابتكارات التي يبتكروها شباب الثورة في الساحة هذه وبقية الساحات في المحافظات الأخرى هي عبارة عن تفريغ عما يكنه هؤلاء الشباب للحكم وتعبير عن آرائهم وتصوراتهم تجاه الحكم الحالي». وجذبت هذه الرسوم انتباه عشرات الشبان المشاركين في الاعتصام بما تحمله من عبارات وإشارات إلى الأوضاع في ظل الأنظمة العربية القائمة واعتبرها البعض نوعا من الإبداع الذي يظهر طاقات وقدرات المبدعين في مناخ الحرية. وقال محتج يدعى علي مخلوق «كثير من الناس ومن الشباب لديهم مكبوتات داخلية ومش غير قادرين يعبروا عنها. وجاءت هذه اللحظة في ساحة التغيير وجدوا وتنفسوا الحرية. وعندما يتنفس الإنسان الحرية يبدع. في ظل الاضطهاد والقمع لا يمكن لأي إنسان أن يبدع». ويطالب المحتجون أيضا بالقضاء على الفساد والبطالة في اليمن حيث يعيش 40 في المائة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على دولارين في اليوم أو أقل ويعاني ثلثهم من جوع مزمن. وقال عمر «أنا لم أحصل على عمل. لقينا في هذا عمل وفائدة فنضطر أننا نشتغل فيها». ولم يكتف المعتصمون بالصور والرسوم بل رفعوا أيضا صور شخصيات سياسية يمنية سابقة كان لها دور كبير في ثورة 26 سبتمبر عام 1962 التي أطاحت بحكم الأئمة. ومن تلك الشخصيات محمد محمود الزبيري ورفيقه أحمد محمد نعمان وغيرهما من رموز الثورة. كما عرضوا صورا للرئيس السابق إبراهيم الحمدي (1974-1977) الذي الهم مسعاه نحو الإصلاح والحكم المدني المحتجين. وقال طالب يشارك في الاعتصام يدعى نبيل أبو بكر لرويترز «من استحضارهم الآن يدل على أننا نريد أن نعيد الثورة مرة أخرى وتجديدها مع كل جيل مرة أخرى حتى ولو كان هذا النظام يسمى بالجمهوري. ما زال هناك نظام دكتاتوري وما زال هناك استبداد ومازال هناك مقومات اللإمامية الذي كان يعمل به الإمام يحيى والإمام أحمد وأكثر من هذا». وأوشك اليمن أن يصبح دولة فاشلة حتى قبل اندلاع الاحتجاجات الحالية حيث يواجه صالح صعوبة في إخماد حركة انفصالية في الجنوب وفي تدعيم هدنة هشة مع متمردين شيعة في الشمال. *المصدر: تلفزيون رويترز --- تعليق الصورة: من احتجاجات اليمن