احتشد المصلون في حرم المسجد الأقصى بمدينة القدس اليوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان في ظل وجود مكثف للشرطة الإسرائيلية. وانتهت الصلاة بسلام رغم التوترات مع تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام. وكان اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم الأسبوع الماضي قد أسفر عن هجمات بالصواريخ من غزة وجنوب لبنان وسوريا ورد إسرائيل بضربات جوية ومدفعية. وبعد تصاعد العنف على الحدود، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن زيارات غير المسلمين للمكان ستتوقف حتى نهاية رمضان مثلما كان الوضع في السنوات السابقة. وقالت الشرطة إن أكثر من ألفي عنصر من الشرطة انتشروا في القدس اليوم الجمعة "لحفظ الأمن والنظام وضمان حرية العبادة لجميع الديانات والطوائف". ونشر وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير على تويتر صورة له محاطا بأفراد شرطة الحدود أثناء إجراء تقييم أمني قرب الحرم في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل إليها في حرب 1967 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وثمة اختلاف حول تقديرات عدد المصلين إذ تقول الشرطة الإسرائيلية إن 130 ألفا أدوا الصلاة في الأقصى اليوم الجمعة فيما قالت مديرية أوقاف القدس إن عددهم بلغ 250 ألف مصل. وعبر محمد حسين مفتي القدس خلال خطبة الجمعة عن تقديره لتوافد المصلين على الأقصى قائلا إنها "رسالة واضحة موجهة للطامعين بالأقصى والمعتدين عليه والمقتحمين له بأنه لا مجال للمساومة على الأقصى ولا للتفاوض حوله ولا للتنازل عن ذرة تراب منه". وتوافد عشرات الآلاف من الفلسطينيين على نقاط التفتيش العسكرية منذ ساعات الصباح الباكر للعبور من الضفة الغربيةالمحتلة إلى القدس. ويشكل رمضان فرصة للعديد من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة لزيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى وبعضهم تكون هذه هي زيارته الأولى للمدينة. وأقامت إسرائيل جدارا حول القدس خلال السنوات الماضية جعل الدخول إليها يتم فقط عبر بوابات حديدية ضخمة. ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة في الأوقات العادية إلى تصاريح خاصة ونادرا ما تُمنح لهم. وتحل اليوم أيضا ذكرى يوم القدس حيث تنظم إيران المسيرات دعما للفلسطينيين. وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع مدينة غزة بعد صلاة الجمعة رافعين أعلام إيران ودول عربية عديدة من بينها السعودية. وتصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين في الشهور القليلة الماضية إذ تنفذ إسرائيل مداهمات عسكرية من حين لآخر في الضفة الغربية ويتصاعد عنف المستوطنين وسط موجة هجمات ينفذها فلسطينيون. وقُتل أكثر من 90 فلسطينيا وما لا يقل عن 19 إسرائيليا وأجنبيا منذ يناير.