نبهت فاطمة التامني البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي إلى أن المواطن المغربي يشكو من الارتفاع المهول في أثمنة اللحوم الحمراء، لتنضاف إلى معاناتهم اليومية مع غلاء أسعار بقية المواد الغذائية. وقالت التامني في سؤال كتابي لوزير الفلاحة إن غالبية المغاربة اضطرت إلى الاستغناء مجبرة عن العديد من المواد نظرا لتدني القدرة الشرائية للأسر، وعلى رأسها اللحوم، متسائلة "أين هي الأبقار المغربية؟". وأبرزت برلمانية فيدرالية اليسار أنه ورغم كون المغاربة يستهلكون أقل من المعدل الدولي لاستهلاك اللحوم، أقرت الحكومة تحت ضغط الاحتجاجات بوجود أزمة في مادة اللحوم الحمراء بسبب النقص المسجل في القطيع الوطني نتيجة جائحة كوفيد وتوالي سنوات الجفاف وغلاء الأعلاف. وللتغلب على هذا المشكل ومن أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم وضمان التزويد العادي للأسواق الوطنية، قررت الحكومة نهج أسهل الحلول المتمثلة في توريد الأبقار من دولة البرازيل ومنح امتيازات مهمة لبعض المستوردين من قبيل وقف استيفاء الرسوم الجمركية وتعليق الضريبة على القيمة المضافة وإلغاء شرط الوزن، يضيف السؤال . وإذا كانت الحكومة تعتبر استيراد أبقار برازيلية إجراء كفيلا بسد الخصاص في هذه المادة، فإن هذا الإجراء، حسب التامني، أثار جدلا واسعا من حيث نوع سلالة هذه الأبقار وجودتها، لكونها تبدو هزيلة وكبيرة في السن كما جاء على لسان بعض المختصين في القطاع. وساءلت التامني وزير الفلاحة حول الاجراءات العملية التي سيتم اتخاذها ليتمكن المواطن من اقتناء اللحوم بسعر يتماشى وقدرته الشرائية، خاصة وأن التكلفة تفرض أثمانا معقولة. كما دعت البرلمانية الوزير للكشف عن استراتجيته لإنقاد هذا القطاع الحيوي ليلعب دوره في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وبالتالي التخفيف من وطأة الازمة في أفق تجاوزها. وتساءلت البرلمانية "كيف تحول المغرب من بلد كان يسعى الى تحقيق اكتفائه الذاتي من اللحوم عبر استراتيجيات كلفت الملايير إلى بلد عاجز عن سد حاجياته بالرغم من صرف الملايير في المخطط الأخضر، والذي وضع اساسا لهذه الغاية؟". واعتبرت أن هذا الوضع يدل على فشل المخطط وبالتالي فشل السياسة الفلاحية، وأن الرابح من هذا الوضع ومن إلغاء رسوم الاستيراد ليس هو المستهلك الذي سيكلفه الكيلوغرام الواحد من اللحم ما بين 80 و 90 درهما. وأضاف السؤال "بما ان الحكومة ألغت الضرائب والوزن فلماذا لم تتدخل في تحديد السعر وتركته في أيدي الموزعين والمضاربين؟". وخلصت التامني إلى مساءلة وزير الفلاحة حول ما سيتم اتخاذه للتعامل مع قرار وزارة الزراعة البرازيلية بتسجيل حالة إصابة مؤكدة بمرض اعتلال الدماغ الاسفنجي البقري (جنون البقر) والذي على إثره أوقفت بعض الدول استيراد لحوم الأبقار من البرازيل.