قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة غير معلنة إلى ماريوبول، على ما أعلنت وسائل إعلام رسمية الأحد، هي الأولى له إلى هذه المدينة منذ السيطرة عليها في أعقاب حصار استمر أشهرا في بداية الهجوم الذي تشنّه موسكو في أوكرانيا. وجاءت تلك الزيارة في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة الترحيل المفترض لآلاف الأطفال الأوكرانيين خلال النزاع. حاصرت روسيا ماريوبول في بداية الهجوم العام الماضي، ودمرت مصنع أزوفستال للصلب، المعقل الأخير للقوات الأوكرانية في المدينة. ووصل بوتين إلى ماريوبول على متن مروحية السبت وجال المدينة حيث كان أحيانا يقود سيارة بنفسه، وفقا لوكالة تاس الرسمية للأنباء. وتحدّث مع سكّان محليّين وزار عددًا من المواقع، واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة. وجاء توقفه في ماريوبول عقب زيارة غير معلنة إلى شبه جزيرة القرم السبت، لمناسبة الذكرى التاسعة لضمّها. ووصل بوتين إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، حيث حضر مراسم افتتاح مدرسة فنون للأطفال برفقة الحاكم المحلي ميخائيل رازفوجاييف، وفقًا لصور بثتها قناة روسيا-1 التلفزيونية العامة. وقال رازفوجاييف على منصة تلغرام للمراسلة إن بوتين كان من المتوقع أن يشارك في افتتاح مدرسة فنون للأطفال من خلال اتصال فيديو. أضاف "لكن فلاديمير فلاديمروفيتش جاء شخصيا، بنفسه. خلف عجلة القيادة، لانه في مثل هذا اليوم التاريخي يكون الرئيس دائما مع سيفاستوبول وأهالي سيفاستوبول". وضمّت روسيا القرم في 18 مارس 2014 إثر استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدوليّة. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال أمام المنتدى العالمي الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني/يناير أنه يعتزم استعادة القرم "أرضنا" بالسلاح، في حين تردد موسكو أن "القرم روسية" رافضة أن تكون موضع تفاوض في محادثات سلام محتملة. مذكرة باطلة جاءت زيارة بوتين بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة مذكرة توقيف بحقه على خلفية "ترحيل" أطفال أوكرانيين. تقول كييف إن أكثر من 16 ألف طفل أوكراني رُحلوا إلى روسيا منذ بدء النزاع في فبراير 2022، وُضع العديد منهم في معاهد أو لدى عائلات حاضنة. وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لوكالة فرانس برس عندما سئل عما اذا كان بوتين سيُعتقل اذا وطأت قدماه أيا من تلك الدول البالغ عددها 123 "هذا صحيح". ولم يعلق الزعيم الروسي البالغ 70 عاما على مذكرة التوقيف، غير أن الكرملين رفض القرار معتبرا أنه "باطل ولاغ" لأن روسيا ليست طرفا في الجنائية الدولية. جاء قرار المحكمة ومقرها في لاهاي قبل زيارة للزعيم الصيني شي جينبينغ لموسكو الاثنين لتوقيع اتفاقيات توصف بأنها تبشر بعهد جديد من العلاقات. وسعت الصين، إحدى حلفاء روسيا الرئيسيين إلى التموضع كطرف محايد في النزاع الأوكراني، وحثت موسكو وكييف على بدء مفاوضات. لكن زعماء غربيين انتقدوا بكين مرارا لعدم إدانتها الهجوم الروسي واتهموها بتوفير غطاء دبلوماسي لموسكو في حملتها.