– قال المفكر المغربي الكبير عبد الله الحمودي إن نجاح مشروع حزب "العدالة والتنمية"، الذي تصدر نتائج انتخابات 25 نوفمبر 2011، عائد إلى دعوته إلى تخليق الحياة السياسية. وأضاف الحمودي الأحزاب الإسلامية التي يفضل وصفها ب "الدعوية"، هي التي بدأت بالاشتغال على هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون هناك تقاطع حول هذا المشروع (التخليق) بين التيارات الإسلامية واليسارية والليبرالية. وأوضح الحمودي في لقاء خاص مع موقع "لكم. كوم" أجراه معه فؤاد عبد المومني، أن الناس لم يعودوا يتحملون انعدام الأخلاق في الساحة السياسية، في الانتخابات وداخل المؤسسات، لذلك يضيف: "نرى أن بعض المشاريع تنجح وتتقدم لأنها تلح على التخليق بالملموس وليس فقط بالشعارات، ويمكن أن أرجع نجاح (العدالة والتنمية) إلى دعوته للتخليق". ولاحظ الحمودي، أستاذ الانتربولوجيا بجامعة برنستون بأمريكا، أن الناس لم يعودوا ينتفضون فقط عندما يمس خبزهم اليومي وإنما أيضا عندما تمس كرامتهم، وهذا ما حصل عندما خرجوا للتظاهر ضد قرار "العفو الملكي" عن مغتصب أطفال مغاربة قاصرين. من جهة أخرى قال صاحب كتاب "الشيخ والمريد"، إن النضال من أجل فصل السلط ومن أجل الديمقراطية سيستمر لسنين، إلا أنه أوضح أنه لا يمكن التنبؤ بزخم دينامية الاحتجاجات، وأن ما يمكن فعله الآن هو العمل على تنمية وتيرة الاحتجاجات لإفراز زعامات للشرائح الجديدة. وأوضح الحمودي ان هناك نواة تتشكل داخل المجتمع المدني، بالإضافة إلى وجود استعدادات هي في طريق التبلور داخل أحزاب سياسية يسارية تنبئ بميلاد شئ جديد. أما الأحزاب التي وصفها الحمودي ب "القديمة"، فقال إنها في طريقها إلى فقدان مصداقيتها وفقدان مناضليها أيضا. وبخصوص التغيير المحتمل في المغرب، رشح الحمودي أن يأتي من الداخل، مشيرا إلى أنه كيفما كانت التأثيرات الخارجية وهي موجودة، إلا أن المؤثرات الداخلية تبقى حاسمة. فعندما يأخذ الشعب زمام الأمر يكون القرار بيده، حسب تعبيره.