حذرت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان من تسليم المغرب للمعارض السعودي حسن محمد آل ربيع إلى سلطات بلاده. وقالت المنظمة في بيان لها، إن القوات الأمنية في المغرب اعتقلت المواطن السعودي حسن محمد آل ربيع (المولود بتاريخ 1996) من مطار مراكش، خلال محاولته السفر إلى تركيا. وأشارت أنه تم منع آل ربيع من التواصل مع عائلته، وتواصل معها شخص آخر كان برفقته، وأبلغها أن المغرب ينوي تسليمه إلى المملكة العربية السعودية خلال 48 ساعة، وأنه مطلوب من قبل الانتربول الدولي. وأوضحت أن آل ربيع غادر السعودية منذ عام وشهرين، بشكل نظامي ولم يكن مطلوبا أمنيا، وتنقل بين أندونيسيا وعُمان وعدة بلدان، قبل أن يصل إلى المغرب، حيث أقام لمدة 5 أشهر تقريبأ. وأكدت أن مغادرته السعودية أتت بعد تصاعد الانتهاكات، وخاصة بحق عائلته، حيث شنت القوات الأمنية السعودية عدة مداهمات بهدف اعتقال أخيه منير، واعتقلت تعسفيا أخوه الأكبر علي آل ربيع، فيما يعتقد أن هذا الاعتقال للضغط على أخوه منير لتسليم نفسه، وفي سياق نهج إتخاذ الرهائن الذي بدأت السعودية بتطبيقه بشكل مكثف في فترة حكم الملك سلمان وابنه. ومؤخرا، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكما بالإعدام بحق أخيه علي آل ربيع بتهم بينها ما يتعلق بممارسة حقوق مشروعة. وشددت المنظمة على أن السعودية تعمد إلى نهج ممارسات انتقامية من عائلات المعتقلين والمطلوبين وتتخذهم في الكثير من الأحيان رهائن، حيث تمنعهم من السفر وتعتقلهم. وأبرزت أنه في ظل ممارسة السعودية للتعذيب وسوء المعاملة بشكل واسع، فإن اعتقال حسن محمد آل ربيع، وإمكانية تسليمه إلى السعودية، انتهاك للقوانين الدولية، حيث تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي صادق عليها المغرب عام 1993، تسليم المتهمين إلى دولة من المحتمل أنها قد تعرضه للتعذيب. وذكرت بأن المغرب سلمت في مارس 2021، الناشط أسامة الحسيني إلى السعودية، على الرغم من المخاوف على حريته وسلامته، حيث تعرض لاحقا لإخفاء قسري. وأكدت أن تسليم آل ربيع، هو تواطؤ خارق للقوانين العادلة، وأن هذا الانتهاك يضاف لسجل المغرب الأسود في تعاونها القمعي للسعودية، وسوف يعرّض بذلك آل ربيع للتعذيب والسجن بأحكام طويلة ولا يستبعد حتى صدور حكم عليه بالإعدام. من جانبها، قالت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية إن الناشط حسن محمد آل ربيع من أبناء مدينة القطيف في السعودية سافر واستقر في المغرب لمدة ستة أشهر كمحطة مؤقتة بينما يرتب أمر اللجوء إلى أوروبا. وأضافت أن الظروف لم تسير كما يشتهي فقرر السفر إلى تركيا لمتابعة موضوع اللجوء إلى أوروبا، وأثناء انتظاره موعد رحلته إلى تركيا، اعتقلته السلطات المغربية داخل مطار مراكش دون معرفة الأسباب. وأكدت اللجنة أن السلطات المغربية لديها سوابق خطيرة باعتقال الناشطين السعوديين وتسليمهم إلى السلطات السعودية ليواجهوا مصيراً محفوفاً بالمخاطر قد يصل حد الإعدام.