حميد المهدوي نأى عبد الله باها، وزير الدولة في حكومة عبد الإله بنيكران وأحد كبار قياديي حزب "العدالة والتنمية"، بنفسه عن التعبير عن أي غضب اتجاه الخطاب الملكي الأخير الذي أشاد بمجهودات حكومة عباس الفاسي في مجال التربية والتكوين و حمل حكومتهم فشل مشروع التعليم. وحرص باها في تصريح أدلى به للقناة الثانية على التذكير بنصائح الملك للفاعلين السياسيين حين نهاهم عن نهج ثقافة النزاع والتركيز على ثقافة التعاون. قيادي آخر بالحزب وهو محمد رضى بنخلدون، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، ورئيس قسم العلاقات الخارجية بالحزب بدوره أشاد بالخطاب حين قال في تصريح للموقع الرقمي لحزبه: "إن الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس يوم 20 غشت الجاري، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، يحمل إشارات قوية، تدعو إلى الاهتمام بالموارد البشرية، التي لا يمكنها النجاح إلا بنجاح المنظومة التعليمية". وكان الملك محمد السادس قد حمل مساء الثلاثاء 20 غشت في خطاب ألقاه بمناسبة "ثورة الملك والشعب"، الحكومة الحالية مسؤولية فشل برنامج التعليم بقوله "إن الوضع الراهن لقطاع التربية والتكوين يقتضي إجراء وقفة موضوعية مع الذات، لتقييم المنجزات، وتحديد مكامن الضعف والاختلالات.. الحكومة السابقة، التي سخرت الإمكانات والوسائل الضرورية للبرنامج الاستعجالي، حيث لم تبدأ في تنفيذه إلا في السنوات الثلاث الأخيرة من مدة انتدابها. غير أنه لم يتم العمل، مع كامل الأسف، على تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في تفعيل هذا المخطط بل تم التراجع، دون إشراك أو تشاور مع الفاعلين المعنيين، عن مكونات أساسية منه، تهم على الخصوص تجديد المناهج التربوية، وبرنامج التعليم الأولي، وثانويات الامتياز... فقد كان على الحكومة الحالية استثمار التراكمات الإيجابية في قطاع التربية والتكوين، باعتباره ورشا مصيريا، يمتد لعدة عقود. ذلك أنه من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جديد، خلال كل خمس سنوات، متجاهلة البرامج السابقة علما أنها لن تستطيع تنفيذ مخططها بأكمله، نظرا لقصر مدة انتدابها. انتقادات الملك هذه للحكومة دفعت قياديين من حزب "العدالة والتنمية" وهما عبد العزيز أفتاتي والبرلمانية أمينة ماء العينين إضافة إلى قيادي حركة "التوحيد والإصلاح إلى الخروج عن صمتهم مؤكدين أن حزبهم وحكومة عبد الإله بنيكران لا علاقة لها بفشل التعليم بل إن الهلالي وصل غضبه حد كتابة على صفحته الإجتماعية عبارة: " الملك المعارض"، فيما قال أفتاتي لموقع "لكم. كوم" إن كلام الملك ليس قرآنا وأن مشروع الميثاق الوطني للتعليم وبعده المشروع الإستعجالي هما مشروعان ملكيان وان حكومتهم لا علاقة لها بهما وبالتالي لا مسؤولية لها في فشلهما.