إن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والإتحاد الأوروبي وروسيا ظلت تمد الحكومات المستبدة بالعالم الثالث عامة والعربي خاصة بكل مقومات الحياة وطول العمر، لتوا صل قمع شعوبها مقابل إطلاق اليد الطولى للتحالف الغربي الصهيوني بنهب ثروات الشعوب وربط مصيرها وأوطانها بالتبعية الكاملة للدول الغربية في جميع مناحي الحياة السياسة والاقتصادية والتشريعية والاجتماعية والثقافية والإعلامية بل والإدارية والقضائية والتربوية بل والرياضية والسياحية. لقد إستطاعت الدول الإستعمارية عند رحيلها العسكري من بلداننا أن تسرق من الثواروالتحرريين والإستقلاليين الحقيقيين ثمرة جهودهم وجهادهم، وتلتف على انتفاضة الشعوب ضد الإستعمار باختيارها أسرا وعناصر وتنظيمات وتيارات تجاريها من قريب أو من بعيد في مراميها، ممن أشرب في قلوبهم عجل الإستعمار من ثقافته وتربية مدارسه، وأرضع حليب مناهجه ,فأصبح الحاكم فينا بأمر وحماية أسياده الإستعماريين همه الوحيد فينا مرضاتهم على حساب مصالح الأوطان والشعوب. هذه الأنظمة الاستبدادية القمعية البوليسية وليدة الاستعمار وثقافته، هي التي توارثث الحكم من الإستعمار على أوطاننا منذ خروجه حتى الآن، تتناسل تحت أسماء ومسميات عدة, لكنها نفس المحيط, نفس الثقافة، نفس العقلية، لاعلاقة لها بأرض واقع شعوبها وأوطانها دينا وثقافة وعادات وتطلعات مطلقا. وها نحن اليوم نشهد نفاقا بعينه من دول التحالف الغربي تجاه ثورة الشعوب، نفاق بلغت درجته هذه الأيام أعلى درجات سلم رايشتر في النفاق، إذ تزعمت الدول الغربية المسيطرةعلى مجلس الأمن بوقاحة سافرة مسيرة حاشدة بركوب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ذلك الفصل المشؤوم كميثاقه وهيأته، بذريعة التدخل العسكري في شؤون شعوبنا وبلداننا لإنقاذنا من الدكتاتورية والحروب الأهلية ؟! وتجاهلت الدول الغربية أن الد كتاتورية والحروب الأهليةمن أهم أسبابها ووقودها الدول الغربية نفسها. إن منظمة الأممالمتحدة منذ إنشائها في غيبة العالم المستضعف -من الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية 1945، بميثاقها ومجلس أمنها وحق الفيتو الحكر على كبرائها، قد أصبحت اليد الوسخة والدموية للتحالف الغربي الصهيوني لإحتلال بلداننا واستعباد شعوبنا مجددا، وما حصل بالعراق خير مثال على ذلك. وهذه ليبيا تقارب ثورتها الشعبية قطف ثمرة الحرية بإسقاطها نظام نيرون المجنون. بينما نرى أسياد نفس النظام الدكتاتوري بعد 42 سنة من الفساد والاستبداد ينقلبون عليه، وهم الذين لم يلتفتوا يوما لمأساة ليبيا والليبيين خلال هذه العقود الطويلة، ماداموا يحلبون ضرع بترولها ويمتصون ما في بحارها، فكيف نصدقهم فجأة ونحن نراهم فرادى وجماعات - بعد تردد طويل لحين تأكدهم من قوةالثورة- يسارعون عندها للشجب ثم الاستنكار إلى التلويح بالعقوبات على من ؟ ولما تنضج ثمرة الحرية يحرك التحالف الأوروبي الصهيوني أداتهم الطيعة هيئة الأممالمتحدة، وآلتها المنفذة مجلس الأمن، محاولين قطع الطريق على شعب عمر المختار، ومنه لغيره، لينزلوا بأساطيلهم وحاملات طائراتهم بغية احتلال بلادنا وشعوبنا، هذه المرة بمباركة قانون إرهاب حقيقي، صنعوه في غيبة غالبية شعوب العالم,ليجلدوننا به, وعند الإقتضاء ليحتلوننا به مجددا. فحذار أيتها الشعوب أن تنطلي عليكم هذه الخديعة بدموع تماسيح غربية صهيونية تركب الفصل السابع من ميثاق أممهم المتحدة علينا. .. بقتل شعوبنا والمشي في جنازاتها. وحذار يا ثورة عمر المختار الثانية من أن ينزل بأرضكم جندي واحد من قوات التحالف الغربي الصهيوني، ففي الشعوب كفاية لإسقاط آلاف الحكام المستبدين مهما كانت التضحيات جسيمة، فإن الله معكم والعاقبة للمتقين. * محامي بهيئة المحامين باكادير العيون